لم أستطع كتم عشقي المفضوح لعروس البحر الأحمر «جُدَّة»، بعد قرابة 3 عقود قاطناً في عمقها، سبرت أغوار حواريها القديمة، ومشيت في أحيائها الخلابة، وسرت في شوارعها وميادينها الناطقة، وتجولت في شواطئها اللامعة.. فاعذروني على هذا العشق لمدينة سكنتها وسكنتني، كل ذكرياتي الخلابة داخلها.. مدينة لم أجد أجمل منها من بين عشرات المدن التي زرتها حول العالم.من يتجول في «جدة التاريخية» تأسره جمال البيوت العتيقة والأسواق التليدة؛ لن يكفيه بعض أيام لاكتشاف حُسنها، وجمال متاحفها، وملاحة مقاهيها الأصيلة، ولذة أكلاتها الشعبية.. مظاهر فاتنة ما زال أبناء تلك المدينة الحسناء يعضون عليها بالنواجذ. لن تكفي عجالة للحديث عن كل معالم عروس أصبح لزاماً على زائرها التقاط الصور التذكارية في عمقها، ولكن دعوني أخرج قليلاً عن المعالم القديمة وأصحبكم إلى معالمها الحديثة البراقة، مثل: ميناؤها العتيق الحديث، ومشروع إحياء المنطقة التاريخية، ونافورة الملك فهد، وبرج خزام، ومدينة الملك عبدالله الرياضية، والكورنيش والواجهة البحرية، وقبة «جدة سوبر دوم»، ومشروع قطار الحرمين الرابط للمدينتين المقدستين مكةوالمدينة، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي من أكبر المطارات العالمية، وما زالت «جُدَّة» على موعد مع الحداثة والتطور لجعلها من أهم المدن العالمية برؤية سديدة من مهندس الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. «جدة» أصبحت محط أنظار العالم باستضافتها عشرات المهرجات والملتقيات والمعارض الدولية؛ اقتصادية وسياحية ورياضية وفنية، مثل: بطولة «الفورميلا 1، ومنتدى جدة الاقتصادي، ومعرض الكتاب، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي العالمي». لقد أصبحت تلك المدينة الخلابة الأقرب إلى قلبي، لذلك لن أستطيع وصفها مهما كتبت من عشرات الصفحات عن جمالها، لأنني لن أجد الأحبار والأوراق التي أستطيع بها وصفها، وصدق من قال: «جدة غير»، و«مين يا جدة ما يحبك».