اتهم رئيس هيئة التشاور والمصالحة في اليمن محمد الغيثي مليشيا الحوثي بأنها ترغب في خيار الحرب أكثر من أي خيار آخر. وكشف أن المجلس الرئاسي استنفد كل الخيارات والمحاولات للوصول إلى سلام مع تلك المليشيا. وقال الغيثي الذي يقود أرفع هيئة تابعة لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن: إن الجميع سينضوي في إطار العملية السياسية حال خضعت هذه المليشيا للاشتراطات المعروضة كتسليم سلاحها، وانسحابها وكفها عن ما تقوم به من ممارسات، وتمت استعادة المدن لأهلها ليعود الجميع إلى صنعاء وإلى كل المناطق. ودعا في تصريحات بثتها «قناة عدن» المستقلة، اليوم (الجمعة)، إلى تبني خطاب أكثر حدة في ما يتعلق بمليشيا الحوثي الإرهابية التي صنفت من قبل مجلس الدفاع الوطني ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة منظمةً إرهابيةً. ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على مليشيات الحوثي وتعزيز دعم الدولة والحكومة واحترام ما تم التوافق عليه وعدم المساس به بأي شكل من الأشكال. وقال: إذا حاول المجتمع الدولي التعامل مع أطر قديمة لا تصلح للواقع ولا تصلح لمخرجات الحرب، هذا الأمر سيكون نتيجته الفشل ولدينا تجارب كثيرة وعديدة لا أريد الخوض فيها مرة أخرى من 2012 إلى اليوم. واعتبر الغيثي أن واقع القوى السياسية الموجود على الأرض، ومخرجات الحرب وجذور ومسببات الصراع والقضايا الوطنية تستدعي رؤية سياسية مشتركة تتضمن التطلعات السياسية والقضايا الوطنية للسير فيها في إطار قضية وطنية واضحة. ورأى أن الشراكة التي أنتجتها وثيقة مشاورات الرياض، قامت على أساس الاحترام الكامل لكافة القضايا الوطنية والتطلعات السياسية للقوى والمكونات السياسية التي تشكل منها مجلس القيادة الرئاسي وهيئة التشاور والمصالحة وكذلك الحكومة. وأفاد بأن مخرجات العملية السياسية الشاملة هي التي ستحدد الشكل النهائي لمستقبل الجميع، باعتبارهم في قارب واحد، منوهاً بما تضمنته مخرجات مشاورات الاتحاد الخليجي من وضع إطار خاص بقضية شعب الجنوب في مشاورات وقف الحرب. ودعا إلى عدم القفز على الواقع سواء من قبل دول الإقليم أو الاتحاد الأوروبي لأن الواقع الموجود اليوم يفرض احترام القضايا الموجودة. وأشار إلى أنه في الاجتماعات الداخلية والرسمية وحتى النقاشات العادية مع الفاعلين الدوليين والشركاء المحليين يدرك الجميع أن قضية الجنوب هي القضية الأبرز والأكثر حاجة إلى حل حقيقي لما يرتضي أبناء الجنوب وتطلعاتهم. واعتبر أن الإشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان الاتحاد الأوروبي غير موفقة، مؤكداً أن المجلس من أبرز القوى السياسية التي ساهمت في خلق الشراكة ومن ثم الحفاظ عليها ورعايتها وحمايتها قدر المستطاع. وأكد أن هيئة التشاور والمصالحة عموماً كسياسية عامة دائمة ترفض أن يتم المساس بالتطلعات السياسية المشروعة والقضايا الوطنية العادلة. ورفض اتهام أي طرف أو التدخل بشكل صارخ في أي أمر يمس الشراكة في حالة التفاهم والتوافق الموجودة داخل مجلس القيادة الرئاسي.