أنتَ الشاردُ من شَبَهِ عشيقته القديمة حين عبرتْكَ مليحة أخذت عينها ولونها المفضّل وسألتك عمّا تفعله بقيّة اليوم انحزتَ لضريحٍ بقلبك وبثقةِ القانطين قلتَ لتنجو من مغبّة موعدٍ غرامي: أرعى جياد أبي! .. .. أنتَ الهاربُ من الشواهد والسياج قلبُكَ مقبرة للنساء اللائي غادرن التوابيت ليلًا في عملية سريّة وخطيرة. لم تسمع هسيسهن لمّا تسرّوا أضلاعك كنتَ مغشيًّا في الأحزان والحظ العاثر وكلما استعدت عافيتك بالعناد صادفتَ إحداهن في ناصيةٍ، وقلتَ: يا إلهي! تُشبهها. لا شبيه لمن تظنّ ولا رفات ولن يدلّك أحد أيّها التعس فالأهلُ.. بنادق النُصح التي أشعلتْ خيام طيشِكَ البهيّات فغادرتَ العطن والطفولة. والصَحْبُ مثل لَهاتِكَ عشاءٌ للسجائرِ والرغبة ها أشلائهم في متحف الخيبات وأقبية النشيد .. .. لن يدلّك أحد فامضِ على بركةِ الله خفيفًا كالقتلة وطالبي الثأر قلبكَ أضرحتَهُ خاوية وأناقة المهرّج تعتليك تحت أذنيك عطر غامض سُهُوب التذكّر خلفكَ وقُدّامكَ أرض الفُكاهة والرقص لا تحملُ رفشًا ولا مجرفة ومن سألكَ عمّا تفعله بقيّة اليوم قلت له بصوتٍ رخيم: أرعى جياد دمي!