في كرة القدم ليس كافياً أن تلعب، بل الأهم في نهاية الأمر أن تُحقق الفوز، وهذا ما فعلته فرنسا بشكل واضح عندما حققت فوزاً على أسود الأطلس بنتيجة 2-0. ولكن إذا عُدنا للواقع فإن المغرب خسرت في نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر وهو إنجاز غير مسبوق على مستوى المنطقة العربية والأفريقية على مر تاريخ المونديالات، الإنجاز الأفضل عربياً كان كحد أقصى المغرب 1986 والسعودية 1994 والجزائر 2014 في دور ال16، والإنجاز الأفضل أفريقياً كان الكاميرون 1990 والسنغال 2002 وغانا 2010 عندما وصلوا إلى الدور الربع النهائي. المغرب تفوقت على نفسها أولاً ومن ثم تفوقت على الجميع عربياً وأفريقياً ووصلت إلى الدور نصف النهائي وستلعب تحديد المركزين الثالث والرابع مع وصيف مونديال 2018 كرواتيا التي خسرت من الأرجنتين بنتيجة 0-3، وأكثر من ذلك خسرت مباراتها الأولى في مونديال 2022 من فرنسا بطل العالم 2018 والفريق المدجج بالنجوم والإمكانيات والخبرات الكبيرة، إضافة إلى ذلك منتخب المغرب دخل في هذه البطولة بالعديد من الشكوك على مستوى جاهزية الكثير من اللاعبين مثل أشرف حكيمي ونصير مزراوري، والإصابات التي حدثت أثناء البطولة مع ياسين بونو ضد كرواتيا وغاب عن مباراة بلجيكا، وكذلك عدم استمرارية القائد رومان سايس والمدافع الآخر الذي يلعب بجانبه نايف أكرد، في ظل كل هذه الظروف، إضافة إلى وجود العديد من اللاعبين الذين لم يسبق لهم أن لعبوا جنباً إلى جانب مع التعاقد مع مدرب محلي مثل وليد الركراكي الذي أعاد العديد من اللاعبين للمنتخب بعد مشاكلهم السابقة مع المدرب السابق وحيد خليلهودزيتش وتحديداً عبدالرزاق حمدلله وحكيم زياش. المغرب على الرغم من الخسارة لعبت مباراة كبيرة ضد فرنسا حاولت وبادرت من خلال اللعب على جميع الإمكانيات والفرص وكانت قريبة في كثير من المرات من تسجيل هدف التعادل، ولكن الحظ لم يحالفها بشكل جيد ومع هذا الأداء والإنجاز الكبير فقد أوصلت رسالة لجميع المنتخبات العربية بألا شيء مستحيلاً وبإمكانك العمل على الحالة الذهنية والنفسية للعب بقوة وصلابة ضد المنتخبات الكبيرة، وكذلك المغرب تعادلت مع كرواتيا ومن ثم فازت على بلجيكا وكندا وتصدرت المجموعة برصيد 7 نقاط، وتفوقت على إسبانيا في دور ال16 بالضربات الترجيحية وأخرجت البرتغال في ربع النهائي بنتيجة 1-0. في الحقيقة ما علينا سوى أن نكون فخورين على ما قدمته المغرب في هذا المونديال، وقد تكون نقطة تحول كبيرة إن شاء الله على تطور المنتخبات العربية في المونديالات القادمة.