فيما تستمر الحرب الروسية الأوكرانية، أعلن وزير الدفاع الروسي، اليوم (الثلاثاء)، استهداف مراكز قيادة ومجمعات صناعية عسكرية أوكرانية، في وقت قصفت القوات الأوكرانية دونيتسك ب10 صواريخ من نوع «غراد». ووصف الكرملين استهداف أوكرانيا محطة زابوريجيا بأنه «إرهاب نووي»، مؤكداً أن موسكو تدعم التوصل لسلام طويل الأمد مع أوكرانيا لكن لا فرص الآن للحوار. فيما لفت حاكم منطقة كورسك الروسية إلى أن هجوماً بطائرة مسيرة على مطار بالمنطقة تسبب في اشتعال النار بصهريج لتخزين النفط. وأضاف: لم تقع إصابات، وجميع خدمات الطوارئ تعمل في الموقع. من جهتها، اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن استهداف قاعدتين جويتين داخل أراضي روسيا جزء من خطة أوكرانية عسكرية أوسع. بدوره، أكد مسؤول أوكراني أن كييف استهدفت قاعدتين عسكريتين على بُعد مئات الأميال داخل روسيا باستخدام طائرات مسيّرة انطلقت من أراضٍ أوكرانية فدمّرت طائرتين على الأقلّ في إحدى القاعدتين الروسيتين وألحقت أضراراً بعدد من الطائرات الأخرى. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت اعتراض دفاعاتها الجوية لعدد من الطائرات المسيرة أطلقتها القوات الأوكرانية ضد مطارين في مقاطعتي ريازان وساراتوف الروسيتين. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت معظم الصواريخ التي أطلقها الجيش الروسي، أمس (الاثنين)، الأمر الذي سمح لمهندسي الطاقة المباشرة باستعادة الطاقة الكهربائية إلى المناطق التي تضررت بفعل الضربات الروسية. وقال حاكم منطقة كييف إن نصف المنطقة المحيطة بالعاصمة الأوكرانية تقريباً ستظل بلا كهرباء في الأيام القادمة بعد الضربات الصاروخية الروسية على منشآت الطاقة. وأغرقت الضربات أجزاء من أوكرانيا مرة أخرى في ظلام دامس، هي الأحدث في هجمات مستمرة منذ أسابيع على البنية التحتية الحيوية وأدت إلى انقطاع التدفئة والمياه عن الكثيرين. ونجت مدينة كييف التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة من أضرار جسيمة. لكن منطقة كييف التي لا تشمل العاصمة والتي كان يسكنها زهاء 1.8 مليون نسمة قبل الحرب، تضررت بشدة. يأتي ذلك، فيما حذّر المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، من أنّ تشكيل محكمة خاصّة لمحاسبة موسكو على ارتكاب جرائم مزعومة في أوكرانيا يهدّد بإفشال التحقيقات التي تجريها أجهزته. ودعا المجتمع الدولي إلى تركيز جهوده بدلاً من ذلك على دعم وتمويل المحكمة الجنائية التي تحقّق حالياً في جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية التي تتهم بها روسيا، لافتاً إلى أنّ الجنائية الدولية تواجه منذ الآن عجزاً في الميزانية. وكانت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين اقترحت الأسبوع الماضي تشكيل محكمة خاصة مدعومة من الأمم المتّحدة لمحاكمة المسؤولين الروس على تلك الجرائم المزعومة.