لم يقتصر التأثير (السعودي) عالمياً على الاقتصاد الذكي والسياسة الحكيمة والنظرة البعيدة ومستقبل واعد بعد أن بسطت السعودية نفوذها الذكي عالمياً في شتى المجالات، وإني لا أجدني مبالغاً إن قلت إن العقل والحكمة استفرد بهما حكامنا طيلة تاريخ السعودية. هذا التأثير يمتد حتى جماهيرياً وشعبوياً حيث رأينا مدى صب الأنظار من كل أقطار العالم صوب قطر والحضور الجماهيري السعودي الكبير إذ لم يكن حضوراً لمجرد الحضور بل فاعليته وبساطة تصرفاتهم وقبولها الشديد من جميع الجماهير الوافدة للمونديال التاريخي الاجمل. (أين ميسي؟ ?Where is messi)، أغاني لاتينيه بأصوات سعودية، مسيرات حاشدة، طرافة ومزاح في كل شارع ورصيف ومدرج اكتظ بلطافة الجماهير وودهم.. كل هذا في إطار أدبي ينقل عنا ثقافتنا.. حضارتنا.. ديننا تعاملاً وعملاً.. هذا ما جعل جمهور السعودية (سكر المونديال).. وحين أتحدث عن جمهور السعودية فإنني أشمل بذلك جمهور الخليج الذين يرون منتخبنا ممثلاً لهم.. ولسنا ببعيدين عن دعم بقية منتخبات العرب الممثلة لنا في جو تلاحمي ملحمي يسر الناظرين والسامعين بعد أن امتهن الغرب منذ عشرات السنين تشويهنا كعرب مسلمين.. تلك الصورة الباهتة التي يقدمها إعلام الغرب وأفلامهم عنا قضي عليها من خلال مونديال رياضي واحد كان لمليارات البشر مشاهدته بكل طريقة.. شكراً قطر.. شكراً لهذا التنظيم العظيم والتاريخي الذي من خلاله أحرجتم من يدعون أنهم دول متقدمة.. شكراً لأنكم فرضتم مبادئنا رغم كل محاولات التشويه التي مورست ضد جهود القطريين.. إعلام وجماهير أمريكا اللاتينية والآسيويون والشرق الآسيوي والأفريقيون أنصفوا كل ما يحدث في قطر.. بدءًا بالتنظيم وانتهاءً بالود واللطافة التي وجدوها منذ دخولهم وحتى خروجهم.. أما أغلب الأوربيين والأمريكيين فوحدهم من تلونوا بمبادئ الانحطاط الخلقي استفزازاً لنا.. وما كان لصخور استفزازهم إلا ود أذاب مقاصدهم وبخرها أدراج الرياح.. فواصل منقوطة؛ يقول أحد الأصدقاء: حضرت 3 كؤوس عالم.. ولكن مونديال قطر كان فوق الوصف والتعبير. أكتب مقالي هذا وأسلمه ظهر الأربعاء.. وفي مساء ذات اليوم يلتقي منتخب وطني في ملحمة تاريخية مع المكسيك.. دعواتي وأمنياتي أن يُدرج المقال ونحن في دور الستة عشر.