أسبوعان تفصلنا عن الحدث الأضخم تاريخياً والمتوجهة أنظار العالم إليه صوب الخليج العربي في دوحة قطر.. حدث تاريخي بالنسبة لنا كسعوديين أن نشارك للمرة السادسة على أرض شقيقة لا يفصلنا عنها سوى عدة كيلومترات بالسيارة براً.. وساعة في السماء. السعودية ثالث أكثر دولة حجزاً للتذاكر.. السعودية على أعتاب رؤية مدرج منتخبنا ممتلئ في (كأس العالم).. حدث مشوق لا يمكن انتظاره. لن أتساءل ماذا أعد رينارد لهذا الحدث الأقرب لنا جغرافياً ووجدانياً.. ولن نسأل عن جاهزية اللاعبين الذين اختارهم هيرفي رينارد.. الأمر متروك لرغبة مقاتلين داخل المستطيل الأخضر.. عليهم أن يحاربوا بالسيفين ليقطفوا ثمار النخلة. حديث سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بلا شك هو إزاحة عظيمة لأي خوف ربما يتملّك اللاعبين.. حديث ذكي جداً لم يترك للاعبين إلا أن يقدموا مونديالاً للتاريخ.. ولهم. نحن منذ 1994 مازلنا نتغنى بكل اسم شارك في ذلك المونديال.. لماذا؟ لأنهم قدموا مونديالاً تاريخياً.. ووضعوا أسماءهم في جدار الذاكرة وتركوا جدار النسيان لمن تلاهم. مجموعتنا صعبة جداً.. لكن لم تكن أصعب من مجموعة عام 94.. هذه رسالة للاعبين الذي قيل عنهم إنهم منظمون جداً تكتيكياً، لذا لم تبق عناقيد الأمل معلقة إلا بطموحاتهم.. التي هي طموحاتنا بتكرار ما فعله أنور ومسعد وسعيد وعبدالجواد والبقية.. وذلك على الأقل. هذا المونديال هو أكثر مونديال أصابني بالتوتر.. فوطني فوق كل شيء.. والأماني لأجله تحفها الدعوات.. وبالمقابل ذاك المنتخب الذي انتميت له عالمياً (الأرجنتين) منذ عام 1986 يجب أن يحصل على كأس العالم. ورغم ذلك أتمنى أن يُهزم أمام منتخبنا أو يتعادل.. والبقية لها مالها.. فاصلة منقوطة؛ وطني أحبك لا مزيد..