تعيش مدينة مهاباد شمال غرب إيران ظروفاً مأساوية بعد الهجوم المكثف للقوات الأمنية والعسكرية الإيرانية بالأسلحة الثقيلة ضد المحتجين الذين خرجوا للمشاركة في جنازة كمال أحمد بور، الذي قتل (الجمعة) برصاص الأمن، ناهيك عن قطع الكهرباء والإنترنت عن المدينة. وحذر الحزب الديمقراطي الكردي في بيان، اليوم (الأحد)، من الوضع الخطير في تلك المدينة التي تحمل رمزية خاصة، كونها شهدت إعلان جمهورية مهاباد الكردية عام 1946 التي استمرت عاماً واحداً. وكشف أن الحرس الثوري يحشد عناصره للهجوم على المنطقة. فيما أعلنت منظمة «هنغاو» لحقوق الإنسان، أن النظام الإيراني ينوي ارتكاب مجزرة أخرى في كردستان، وطالبت الجميع بعدم الصمت هذه المرة وأن يكونوا صوت مهاباد. ودعا العديد من الناشطين على مواقع التواصل الشعب الإيراني إلى مساعدة أهالي مهاباد وسنندج أيضاً عاصمة إقليم كردستان. ونشر نجم كرة القدم السابق علي كريمي نداءً عاجلاً على حسابه في إنستغرام، ناشد فيه مواطني جميع المدن مساعدة المحتجين في مهاباد، حيث استخدم الأمن الإيراني الرصاص الحي بكثافة خلال الساعات الماضية. وجاءت تلك الدعوات فيما لا يزال إطلاق النار يسمع في أرجاء المدينة التي تعيش حالة أمنية خطيرة. ولاتزال عشرات المدن الكردية تنتفض بوجه السلطات، في استمرار للحراك الواسع الذي انطلق إثر مقتل الشابة مهسا أميني، في منتصف سبتمبر الماضي، بعد توقيفها من قبل الشرطة الدينية على الرغم من القمع العنيف من قبل قوات الأمن. وأعلنت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أن نحو 400 متظاهر قتلوا، بينهم 47 قاصراً، واعتقل ما لا يقل عن 14170 شخصاً، بينهم 392 طالباً، في الاحتجاجات التي خرجت في 136 مدينة وبلدة و134 جامعة.