في الرابع من شهر أغسطس 2020 كان الأهلي يخوض مباراة دورية أمام الحزم، وكانت النتيجة تشير إلى التعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، استدعى وقتها مدرب الأهلي فلادان اللاعب الشاب هيثم عسيري ليحصل على فرصة تسجيل ظهوره الرسمي الأول بقميص النادي الأهلي. 6 دقائق فقط كانت هي كل ما احتاجه هذا النجم اليافع ليسجل هدفه الأول مع ناديه وينقذ فريقه من تعادل صعب أمام الحزم، وبعدها بدقيقتين فقط صنع عسيري هدفا آخر، لم تنتهِ القصة هنا بل أراد لها هيثم عسيري أن تكون مختلفة تماما وتحصل على البطاقة الحمراء قبل صافرة النهاية بثوان قليلة. هي انطلاقة مختلفة بكل تفاصيلها وبداية لقصة نجم شاب جمع المتناقضات في مشواره الكروي البسيط حتى الآن. 9 أشهر فقط بعد ليلة البداية الغريبة لهيثم عسيري، انتظرته ليلة أخرى بتفاصيل لا تُنسى أبداً وبأحداث كادت تعصف بمشواره الكروي تماما. في ال 31 من شهر أبريل 2021 كان الأهلي يخوض مباراته الأخيرة في دور المجموعات من دوري أبطال آسيا، حيث كان الفريق بحاجة إلى الفوز على الدحيل القطري ليضمن مقعده في الدور التالي من البطولة القارية، وعند د. 93 كانت النتيجة تشير إلى التعادل بهدف لمثله، ميتريتا يمرر الكرة إلى هيثم عسيري الذي ينطلق في هجمة مرتدة وينفرد بحارس مرمى الدحيل من منتصف الملعب، زميله عبدالرحمن غريب يلحق به ويمنحه فرصة للتمرير إلا أن عسيري يختار التسديد على المرمى، والحارس يتصدى لتتسبب تلك اللقطة في مغادرة الأهلي للبطولة الآسيوية. ليلة مظلمة وأحداث تعصف برأس أي لاعب كرة قدم فما بالكم بلاعب لم يتجاوز ال 19 من عمره! منذ تلك اللحظة كان لمشوار هيثم عسيري مسارٌ مختلف، حيث نجح في تجاوز كافة ترسبات تلك الليلة الصعبة وأثبت قدراته العالية وأظهر إمكانات مميزة، فبرغم هبوط فريقه إلى الدرجة الأدنى إلا أن هيثم عسيري نجح في الوصول إلى المنتخب الأول وأثبت قدراته أمام المدرب هيرفي رينارد لتتوج تلك المسيرة البسيطة باستدعاء هيثم عسيري إلى المنتخب الأول في كأس العالم 2022.