بعد مخاض عسير استمر لعام كامل وشهد تعطيلاً ومماطلة، انتخب البرلمان العراقي اليوم (الخميس)، عبد اللطيف رشيد رئيساً جديداً للجمهورية خلفاً للرئيس الحالي برهم صالح بعد جلستي تصويت برئاسة محمد الحلبوسي، وبعد اكتمال النصاب القانوني ب269 نائباً، بحسب ما أكدت الدائرة الإعلامية للبرلمان. وصوّت نحو 277 نائباً عبر الاقتراع السري بالجولة الأولى، لتبدأ لاحقاً عملية الفرز وعد الأصوات إذ أظهرت النتائج تقدماً طفيفاً لرشيد على الرئيس الحالي رغم أن الاثنين ينتميان لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وهو ما دفع النواب إلى التصويت في جولة ثانية، أظهرت بدورها تقدم عبد اللطيف الذي حاز على 162 صوتاً مقابل 99 للرئيس الحالي، و8 أصوات باطلة. يحظى صالح بدعم حزبه وبقسم واسع من قوى الإطار التنسيقي ومن أطراف مستقلة وأخرى سنّية خارج تحالف السيادة، فيما يحظى رشيد بدعم دولة القانون والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة السنّي. وينحدر عبد اللطيف رشيد من مدينة السليمانية بكردستان العراق، وتولى وزارة الموارد المائية العراقية سابقاً، كما أنه عديل الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني ومستشاره الأقدم، رغم كونه من الاتحاد الوطني الكردستاني، لكن ترشح كمستقل ولم يفوضه حزبه. يذكر أن منصب الرئيس في العراق شرفي إلى حد كبير، لكن التصويت على اختياره خطوة مهمة في العملية السياسية نظراً لدوره في دعوة مرشح أكبر كتلة برلمانية إلى تشكيل الحكومة. وكانت الساحة السياسية العراقية شهدت قبل ساعات تحولاً لافتاً، بإعلان الحزب الديموقراطي الكردستاني في بيان، سحب مرشحه للرئاسة ريبر أحمد وترك الساحة للتنافس بين الرئيس الحالي برهم صالح وعبداللطيف رشيد. وكان البرلمان العراقي قد عقد جلسته لانتخاب الرئيس على أصوات صواريخ الكاتيوشا الذي استهدفت محيطه في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد قبيل الاجتماع بلحظات، إذ أوضحت خلية الإعلام الأمني أن قصفاً صاروخياً طال محيط البرلمان وأسفر عن إصابة عدد من الأشخاص قبل وقت قصير من جلسة مقررة لانتخاب رئيس الجمهورية، مبينة أن 9 صواريخ كاتيوشا ضربت المنطقة الخضراء ومحطيها.