«الأهلي ليس في مكانه الطبيعي، كذلك مكانه الطبيعي ليس دوري المحترفين فقط، بل المنافسة في دوري المحترفين».. هذا ما يقوله كل عاقل محب للرياضة، وهذا ما يقوله أي (كبير) يعي أن الرياضة لا تنتشي إلا بكبارها. «هبط الأهلي لدوري الدرجة الأولى».. هذا الحدث هو أكبر زلزال هز الرياضة العربية فكيف برياضة المملكة.. قائدة الرياضة في العرب الآسيوي.. هذا الهبوط بيّن لنا حجم تأثير غياب أي نادٍ جماهيري ولن أقول الأهلي كي لا يحسب كلامي عاطفياً.. هو واقع ملموس أوجع كثيراً من الأحرار الكبار من الاتحاديين على سبيل المثال.. والنصراويين والشبابيين وقليلاً جداً من الهلاليين.. من استوعب هذا الهبوط سيستوعب كيف كبرت هذه الأندية وأصبحت شعبيتها في كل أرجاء المملكة. الغريب.. هو أن الأهلي ورغم الهبوط.. كشف لنا أزمات نفسية ليست قليلة من فئة تتشفى ليل نهار بالأهلي.. بل ويدعمون من أسقطوه.. وأعني بذلك النفيعي والمحياني، اللذين انتهى تاريخهما الرياضي الضئيل إلى الأبد.. كون أنه لا يوجد عاقل سيثق فيهما بعد عملهما. هذا الهبوط.. أخرج لنا قيح البطون.. واللحم النيّ.. فمن يشكك أن جماهيرية الأهلي ستقل.. هذا شخص أعمى بصر وبصيرة إن كان غير متقصد.. وإن كان قاصداً قوله، فعزاؤنا للخبرة والنظرة المسكينة.. وربما ليست نظرة بقدر ما هو (نفسية مدنفسة) تخرج من خلالها سود الألسن والوجوه. الأهلي الذي تقللون منه.. اسألوا مؤسسي الأندية كيف كان يرعاهم رمز الرياضة الأول الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله - الذي لم يوجه البطولات لناديه المفضل بالتحكيم.. ولم يجمع أفضل اللاعبين لفريقه.. بل كان خيره مالياً وعناصرياً على كل الأندية. اهدأ عزيزي القارئ ولا تتهور.. أنا لا أؤلف (هرجاً) ولا أتخيل (حكاوي).. هذا واقع يعرفه من عاصر وعاشر.. الأهلي كان أباً لهم حتى كبرت أكتافهم.. ومنهم من عق ومنهم من دان بالفضل. ربما.. بل متأكد أن هذه الحقيقة هي من تجعلهم يشعرون بالصغر حتى والأهلي في عز الكسر.. هذا ما يجعلهم يرون الأهلي كابوساً لا يتمنون أن يصحو عملاقه النائم، كما قال بيتسو موسيماني.. ولكن صبراً.. ستدور الأيام وستعود الرياضة كما بدأت.. كبيرة بالأهلي.. وهم من حوله. وبذكر موسيماني.. شدني في لقاء الأهلي ونجران.. أن موسيماني يعتمد بشكل كبير على القدير جداً.. يوسف عنبر.. فوسط اللقاء استشاره.. وبعد اللقاء ركض إليه يؤشر بأنك أنت سبب الفوز.. وأنا أكتب مقالي هذا.. تصفحت حساب مستشار تطوير الذات في تويتر الأستاذ سلطان القنب (ابن الأستاذ عبدالله القنب) أحد رجال ورؤساء الأهلي الكبار.. ووجدت عند سلطان أجمل تحليل لما حدث بينهما. موقف يوسف عنبر موقف للتاريخ.. درب الفريق ثم أتى مدرب جديد.. لم ينسحب من المشهد بشكل المعترض.. بل في قرارة نفسه يعلم أن الأهلي بحاجته.. لذلك هو ذراع موسيماني القوية.. فشكراً للابن البار يوسف عنبر على موقفه التاريخي. فاصلة منقوطة؛ حين يسقط الأسد.. تعلو وتكثر الأصوات.