في محاولة مكشوفة لامتصاص الغضب الشعبي العارم ضد نظام الملالي، اعترف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم (الثلاثاء)، بأن «الجمهورية الإسلامية لديها نقاط ضعف ونواقص»، إلا أنه تمسك بمزاعم الرواية الرسمية بأن تلك الاضطرابات مؤامرة من الأعداء. وفيما امتدت الاحتجاجات إلى المدارس الثانوية، شدد رئيس هيئة الأركان محمد باقري على أن «الأمن قادر على حماية النظام»، مكررا في الوقت ذاته ادعاءات رئيسي والمرشد علي خامنئي باتهام أمريكا وإسرائيل بالوقوف وراء الأحداث. ويواصل الإيرانيون مظاهراتهم المنددة بقمع السلطات خصوصا في جامعات العاصمة طهران، فقد عمد الطلاب إلى شتى الوسائل للتعبير عن تنديدهم بقمع المتظاهرين، بعد 19 يوماً من الاحتجاجات تنديدا بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني. فمن الهتافات على أسطح البنايات وهي الطريقة التي اعتمدها النظام نفسه قبل سنوات طويلة ضد الشاه، إلى الأغاني وحرق صور المرشد علي خامنئي، وصولاً إلى أبواق السيارات. وبدأ طلاب طهران بالتعبير عن غضبهم عبر استخدام أبواق السيارات، بعد حملة الاعتقالات التي طالتهم خصوصا في جامعة شريف. ونزل العديد من الشبان والشابات إلى شوارع المدينة، مرددين هتافات ضد السلطة، وصارخين «المرأة، حياة، حرية»، و«الموت للدكتاتور» في إشارة إلى خامنئي. وردد طلاب كلية العلوم الهندسية بجامعة طهران هتافات «إنهم يكذبون.. أمريكا ليست العدو بل العدو هنا في الداخل»، في رد مباشر على تصريحات المرشد أمس، التي اتهم فيها الولاياتالمتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء ما سماه «الشغب الحاصل» في البلاد.