فيما أكدت منظمات حقوقية مقتل ما لا يقل عن 100 متظاهر، خلال موجة احتجاجات بعد مقتل الشابة مهسا أميني خلال احتجازها من قبل «شرطة الأخلاق»، اعترفت طهران بمقتل 35 شخصاً فقط. وعلى خطى نظامه القمعي، هدد رئيس النظام الإيراني إبراهيم رئيسي المحتجين على مقتل مهسا أميني، الذين خرجوا إلى الشوارع في مختلف المدن، وقال إنه لن يسمح بما سماها «أعمال الشغب» في البلاد. وأفاد مراقبون أن الموجة الحالية من الاحتجاجات تكشف عمق الغضب من نظام الملالي في طهران، مرجحين تحول المظاهرات إلى انتفاضة وعصيان مدني مع لجوء قوات أمن النظام إلى قتل المحتجين واستخدام وسائل القمع. وفي وقت أكدت المعلومات الواردة من المدن التي شهدت في الأيام الأخيرة احتجاجات واسعة، شجاعة المحتجين في مواجهة آلة القمع الإيرانية، أقر قائد قوات الأمن في شمال البلاد بانهيار عناصر هذه القوة الضاربة. ونقل موقع «غيل خبر» عن قائد قوات الشرطة في محافظة جيلان الجنرال عزيز الله ملكي قوله: منذ ليالٍ ونحن على حافة السقوط. إلا أنه سرعان ما حُذفت المقابلة والخبر خشية انهيار معنويات قوات الأمن الإيرانية، التي تواجه أمواجاً بشرية محتجة كسرت حاجز الخوف وترفض الخضوع لأوامر السلطات. وفضح نشطاء مواقع التواصل الارتباك الإيراني ونشروا صورة الصفحة التي نشر عليها الخبر واعترافات ملكي التي جاء فيها: ثمة اختلافات بين القادة والجنود في القوات الأم بخصوص طريقة مواجهة الاحتجاجات التي وصفها ب«أعمال الشغب». وأكد أن هذه الاختلافات تسببت في تقدم المحتجين في المحافظة خصوصاً في العاصمة رَشت، موضحاً أن «معظم المحتجين من مواليد العقد الأول من الألفية الثانية»، أي لم يشهدوا لا الثورة في إيران ولا الحرب العراقية الإيرانية. واعترف أنه لولا إرسال قوات من المحافظات الأخرى لسيطر المحتجون على المحافظة، إلا أنه أكد أن المحافظات الأخرى تواجه هي الأخرى «نفس التحديات، وقلة العدد في صفوف عناصر الأمن»، واصفاً ذلك بالأخطر. وشهدت مختلف المدن الإيرانية خصوصاً طهران سيطرة المحتجين على الشوارع، وترددت أنباء عن تراجع قوات الأمن في مدينة أشنوية في كردستان وسيطرة المحتجين على شوارع المدينة. وأظهرت مقاطع فيديو محتجين يتحدون قوات الأمن دون تراجع، الأمر الذي دفع أجهزة أمن النظام إلى إطلاق نار مباشرة على المحتجين. وبحسب مصادر موثقة، شنت سلطات القمع الإيرانية حملة اعتقالات واسعة في صفوف النشطاء المدنيين والسياسيين والحركتين الطلابية والنسوية واعتقلت المئات من المحتجين ووضعت المعتقلين أمام الكاميرات لانتزاع اعترافات قسرية منهم.