لطالما حلمت منطقة جازان بالاستثمار والصناعة ومداعبة الأحلام العريضة لتأخذها من عالمها الهادئ إلى عالم أكثر حيوية وإلى فضاءات أكثر نبضا وانطلاقا. في أقصى الجنوب الغربي وعلى ضفاف البحر الأحمر تقع «مدينة جازان للصناعات التحويلية والأساسية» ذلك المشروع العملاق الذي يستثمر مكونات المنطقة وقدراتها ومواردها الطبيعية وليزرع فيها طاقة مهولة ستكون مثار إعجاب ودهشة العالم. «عكاظ» تجولت في معظم أنحاء المدينة وسط شبكة حديثة من الطرق والجسور ورصدت ما تم إنجازه في المدينة من جذب الاستثمارات النوعية، حيث توجد بالمدينة استثمارات قائمة بحجم استثمار يبلغ 88 مليار ريال، رغم أن المدينة في طور الإنشاء. وبحسب المسؤولين بها فقد عُقدت شراكات مع أطراف دولية عدة ومنها اتفاقية إنشاء شركة تعنى بجذب الاستثمارات الصناعية الصينية للمملكة وهي شركة طريق الحرير السعودية، وتوقيع عدة اتفاقيات استثمارية في المدينة، حيث تم توقيع اتفاقية استثمار وتشغيل الميناء مع شركة هاتشيسون للموانئ وتوقيع اتفاقية لإنشاء مصفاة للألمنيوم مع شركة «هانزو جين» الصينية باستثمار يقدر ب4 مليارات ريال، إضافة إلى العمل على عدد من الاستثمارات الصينية المستقبلية الواعدة ومذكرة تفاهم بين الهيئة الملكية للجبيل وينبع والشركة السعودية للقهوة. وتبرز كفاءات أبناء المنطقة من الشباب والفتيات بالعمل في العديد من المجالات الصناعية والاستثمارية حتى بات وجود منافسات بين الشركات في استقطابهم لقدراتهم العالية. كما تتميز المدينة بوجود الميناء الذي يعد أحد أكبر الموانئ في المملكة من حيث الطاقة التصميمية على ساحل البحر الأحمر والبوابة الرئيسية لصادرات المملكة ووارداتها إلى دول القرن الأفريقي، حيث يتميز بوجوده في منطقة غنية بالموارد الطبيعية والبشرية وذات إنتاج متنوع وأهمية كبيرة في الاقتصاد المحلي والإقليمي، وبموقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر، ليكون منصة لوجستية لنقل البضائع عبر الممر البحري الأهم في العالم. ويحتوي ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية على رصيف حاويات بطول 540 مترا وطاقة استيعابية تصل لأكثر من مليون حاوية في السنة، ورصيف بضائع عامة بطول 190 مترا ورصيف المواد السائبة بطول 350 مترا، إضافة إلى استقباله ناقلات النفط العملاقة برصيف المواد السائلة والخاص بمصفاة شركة أرامكو. وتم تجهيز جزيرة صناعية بمساحة 300 ألف متر مربع لتكون قابلة للاستثمار وصيانة السفن وتخزين المواد. وتوجد بالمدينة أقسام للصناعات الثقيلة والصناعات الثانوية والموارد البشرية وأسلوب المعيشة. وتوفر المدينة المتوقعة بيئة متميزة للصناعات الأساسية وعمليات تبادل التقنيات والتجارة وفرص التوظيف والتعليم والتدريب والإسكان ومجالا عريضا من الأنشطة الاقتصادية الاجتماعية. وتم تخصيص ثلثي مساحة المدينة لتطوير المنطقة الصناعية المتقدمة وتم تجهيزها بأحدث تجهيزات الشبكات اللازمة لمشاريع الصناعات الثقيلة.