رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة جازان وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة حفل الهيئة الملكية للجبيل وينبع لتدشين ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية ليكون البوابة الجنوبية للمملكة نحو العالم. وحضر سموه توقيع عدة اتفاقيات استثمارية في المدينة، حيث تم توقيع اتفاقية استثمار وتشغيل الميناء مع شركة هاتشيسون للموانئ، وتوقيع اتفاقية لإنشاء مصفاة للألمنيوم مع شركة هانزوجين الصينية باستثمار يقدر ب4 مليارات ريال بالإضافة الى العمل على عدد من الاستثمارات الصينية المستقبلية الواعدة". وشهد سموه توقيع اتفاقية استثمارية لإنشاء مصنع لإنتاج الباستا ومذكرة تفاهم بين بين الهيئة الملكية للجبيل وينبع والشركة السعودية للقهوة بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار وشرك كة هاتشيسون للموانئ. وألقى رئيس الهيئة م. خالد بن محمد السالم، كلمة بهذه المناسبة، قال فيها: "أكرم الله بلادنا العظيمة بقيادة كريمة جعلت بناء الإنسان أول اهتماماتها، كما وضعت رؤية طموحة لنرى وطننا الغالي نموذجا طموحا ورائدا على مستوى العالم". وأوضح أن "رؤية 2030 أثبتت وتثبت بفضل الله نجاحاتها ومنجزاتها التي تسبق الجداول الزمنية المتوقعة لها وما هذا المشروع الذي يتم إطلاقه اليوم إلا واحد في منظومة من المنجزات التي لن تتوقف بإذن الله تعالى". وأكمل: "مرت مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية بعدة مراحل تطويرية، بدأت بالمرحلة الأولى لمشاريع البنية التحتية والتي قامت على تنفيذها شريكنا في النجاح أرامكو السعودية بتكليف وتمويل من حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين". وزاد: "ها هي الهيئة الملكية للجبيل وينبع تكمل مسيرة البناء، حيث دأبت منذ صدور الأمر الملكي بتكليفها بإدارة وتشغيل المدينة، بإعداد الخطط اللازمة لطرح وترسية عدة مشاريع تطويرية لاستكمال مشاريع البنية التحتية التي تم استلامها من شركة أرامكو السعودية لتمكين الاستثمارات بالمدينة". وأكمل: "إنه لمن دواعي سروري أن أقف أمامكم مبتهجا بما تم إنجازه في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية من جذب الاستثمارات النوعية وعقد شراكات مع عدة أطراف دولية والتي منها اتفاقية إنشاء شركة تعنى بجذب الاستثمارات الصناعية الصينية للمملكة وهي شركة طريق الحرير السعودية، حيث كانت تلك الاتفاقية ثمرة للزيارات الملكية لجمهورية الصين الشعبية وترجمة لرغبة البلدين لتعميق العلاقات التجارية والاستثمارية". واسترسل: "كذلك تمكنت الهيئة الملكية للجبيل وينبع من استقطاب وتوقيع عدة اتفاقيات استثمارية في المدينة، حيث تم توقيع اتفاقية استثمار وتشغيل الميناء مع شركة هاتشيسون للموانئ وتوقيع اتفاقية لإنشاء مصفاة للألمنيوم مع شركة هانزوجين الصينية باستثمار يقدر ب4 مليارات ريال بالإضافة الى العمل على عدد من الاستثمارات الصينية المستقبلية الواعدة". وأشار إلى "أنه يوجد بالمدينة استثمارات قائمة بحجم استثمار يبلغ 88 مليار ريال، بالرغم من أن المدينة في طور الإنشاء، سنشهد اليوم توقيع اتفاقية استثمارية لإنشاء مصنع لإنتاج الباستا ومذكرة تفاهم بين بين الهيئة الملكية للجبيل وينبع والشركة السعودية للقهوة بالإضافة الى توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار وشركة هاتشيسون للموانئ". وأردف: "ما هذه المنجزات إلا دليل على إصرارنا بالهيئة الملكية لجعل مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية أنموذجا صناعيا متكاملا يحتذى به ومركزا لجذب الاستثمارات النوعية ذات القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، يتم فيه تمكين القطاع الخاص للنهوض بالصناعة والخدمات اللوجستية بالمملكة ووضع هذا الميناء على خارطة الموانئ العالمية كوجهة استثمارية محلية وإقليمية وعالمية يسهم في استقطاب النشاطات التجارية والصناعية إلى المدينة والمنطقة الجنوبية". وبيّن أن الميناء أحد أهم الممكنات الداعمة لنشأة مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية ونهضتها وداعم للصناعات الحالية والمستقبلية لوجستيا من حيث ما يتميز به من إمكانات، لافتا إلى أن الميناء يحتوي بمرحلته الأولى 3 أرصفة صناعية ووحدة ربط عائمة خارج الميناء تقدم خدماتها لمصفاة أرامكو السعودية و3 أرصفة تجارية لمناولة سفن الحاويات والبضائع العامة وبضائع الصب، علاوة على ساحات التخزين المختلفة ومنها مناطق خاصة لتخزين الحاويات المبردة ومراقبتها حيويا. ولفت إلى أن "لميناء يتميز بغاطس يبلغ 16.5 متر، وهو ما يمكن الميناء من استقبال سفن الجيل الخامس الحديثة والتي تصل حمولاتها إلى أكثر من 21 ألف حاوية نمطية، ويسمح بمناولة سفن البضائع العامة وبضائع الصب تصل حمولاتها إلى أكثر من 100 ألف طن للسفينة". بدوره، قال وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف، إن "جازان قادرة بكفاءات أبنائها وبناتها ومواردها وموقعها على استيعاب الاستثمارات وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 في قطاعات الصناعة والسياحة والترفيه"، مؤكدًا أن "جميع أجهزة الدولة تتشارك في أمر واحد وهو تحقيق مستهدفات هذا الوطن وتطلعات قادته وتحقيق آمال أبنائه". وأضاف: أن "ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية يعد قيمة مضافة للنشاط اللوجستي في المملكة والمنطقة، ورافدا مهما لجذب الاستثمارات وخلق الفرص الوظيفية، ومُمكّنًا وداعمًا لاستراتيجية النقل والخدمات اللوجستية، ومعززًا للاستراتيجية الوطنية للصناعة ومحفزا للصادرات". وأوضح أن من أبرز أهداف الميناء هي "تنمية قدرات القطاع الصناعي في منطقة جازان، واستهداف الأسواق العالمية وزيادة الصادرات إليها، واستثمار الثروات الطبيعية بالاستفادة من الموقع المميز للمنطقة، وتعزيز مكانة المملكة ودورها في سلاسل الإمداد العالمية". وأشار إلى مجموعة من التطلعات المستقبلية لتدشين هذا الميناء، منها "تنمية الإنسان وخلق المزيد من الفرص الوظيفية النوعية، وجذب المزيد من الاستثمارات النوعية إلى منطقة جازان، وتنمية القطاع الصناعي وزيادة مساهمته في تنوع الاقتصاد، وخلق قطاع قائم على التقنية والابتكار والثورة الصناعية الرابعة". ومن جانبه، قال وزير الاستثمار م. خالد بن عبد العزيز الفالح، "يسرني أن أشارككم حفل تدشين ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية الذي يشكل إضافة جوهرية إلى المشروعات التنموية في المملكة عموما وفي منطقة جازان على وجه الخصوص، وعلى رأسها مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، بمكوناته المتكاملة، ومن أهمها هذا الميناء". وأكد أن "الاقتصاد السعودي في النصف الأول من هذا العام حقق قفزة متميزة، إذ نما بنسبة 11 % على أساس سنوي، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تكون المملكة أسرع الاقتصادات نموًا بين دول مجموعة العشرين عام 2022، كما حقق مؤشر الإنتاج الصناعي IPI منذ بداية 2022 وحتى نهاية يوليو، نموًا بنسبة 21.5 % على أساس سنوي، وهو مؤشر آخر لنجاح تنفيذ رؤية المملكة 2030". وأضاف: "وفي إطار هذا المسيرة المباركة، وضعت الحكومة عددًا من البرامج والاستراتيجيات، ومنها برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، والعديد من الاستراتيجيات الوطنية الداعمة له، والتي يقودها معالي وزير الصناعة بندر الخريف، ومنها الاستراتيجية الوطنية للتعدين، والاستراتيجية الوطنية للصناعة، واستراتيجيات البنية التحتية والمناطق الصناعية، بما فيها الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وكذلك الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية". وأشار إلى أن "هناك أيضًا الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، والتي تستهدف تحقيق استثمارات تراكمية تتجاوز 12 تريليون ريال بحلول 2030، لتكون داعمة وممكنة لجميع القطاعات الاقتصادية، ومن أهمها قطاعات الصناعة والتعدين والخدمات اللوجستية، وفي هذا الإطار لا بد لي من التنويه إلى توجيهات سمو سيدي ولي العهد بالعمل بشكل تكاملي فيما بيننا، وتركيزه على أهمية الشراكة مع القطاع الخاص الذي سيقود عجلة التنمية في اقتصاد المملكة الحالي والمستقبلي". وقال: "اليوم نحتفل بتدشين ميناء جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، وقبل فترة وجيزة شهدنا تشغيل أحدث مصافي أرامكو السعودية، ليصل مجموع الاستثمارات في المنطقة الصناعية في جازان إلى ما يزيد على 80 مليار ريال، ما سيسهم في إيجاد عشرات الآلاف من الوظائف بإذن الله، وتحقيق أهدافنا الاستثمارية للصناعات الأساسية والتحويلية التي نسعى لتبلغ تريليون ريال بحلول 2030". وشدد على أن "الموانئ تشكل الركن الأساسي للتنمية الصناعية، وهي أيضًا بوابات الدخول والتصدير إلى الدول المتقدمة واقتصاداتها، وفي هذا سيكون ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية مركزًا لتقديم خدمات لوجستية حديثة ومتقدمة، ليس للمملكة فقط، بل لمنطقة الشرق الأوسط، لأنه يقع على واحد من أهم ممرات النقل البحري على مستوى العالم، إذ يمر به 13%–15% من التجارة العالمية". ويأتي تدشين ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية كبوابة رئيسية للخدمات اللوجستية ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تهدف لتحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومنصة لوجستية عالمية؛ حيث يتميز الميناء بموقعه الاستراتيجي الذي يعد رافدا مهما للتبادل التجاري بين قارتي آسيا وأفريقيا. ويعد الميناء أحد أكبر الموانئ في المملكة من حيث الطاقة التصميمية على ساحل البحر الأحمر والبوابة الرئيسة لصادرات المملكة ووارداتها إلى دول القرن الأفريقي. ويتميز الميناء بوجوده في منطقة غنية بالموارد الطبيعية والبشرية وذات إنتاج متنوع وأهمية كبيرة في الاقتصاد المحلي والإقليمي، وبموقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر؛ ليكون منصة لوجستية لنقل البضائع عبر الممر البحري الأهم في العالم. ويحتوي ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية على رصيف حاويات بطول 540 مترًا وطاقة استيعابية تصل أكثر من مليون حاوية في السنة، ورصيف بضائع عامة بطول 190 مترًا ورصيف المواد السائبة بطول 350 مترًا، بالإضافة إلى استقباله ناقلات النفط العملاقة برصيف المواد السائلة والخاص بمصفاة شركة أرامكو. ولضمان تطبيق أعلى المعايير العالمية في تشغيل الميناء، تم استقطاب شركة هاتشيسون للموانئ لتشغيل الميناء والتي تصنف ضمن أفضل 5 شركات عالمية من حيث عدد الحاويات التي تمت مناولتها وكذلك تواجدها في أكثر من 53 ميناء في 27 دولة حول العالم. وحضر الحفل أصحاب السمو والمعالي والمسؤولين والشركاء والمستثمرين المحليين والدوليين.