انطوت صفحة أطول ملكة في تاريخ بريطانيا بوفاة إليزابيث الثانية عن عمر يناهز 96 عاماً مساء (الخميس). وأثار إعلان قصر باكينغهام عشية الخميس عن تدهور صحة الملكة قلقا عاما في بريطانيا. وقال القصر الملكي في بيان بعد وفاة الملكة: إن «الملك وعقيلته سيبقيان في بالمورال هذا المساء وسيعودان إلى لندن الجمعة». وبوفاة الملكة إليزابيث، يصبح ابنها الأكبر تشارلز (73 عاما) ملك بريطانيا تلقائيا وقائدا لكومنولث يضم 14 دولة أخرى، من بينها أستراليا وكندا ونيوزيلندا. وهرعت العائلة المالكة في بريطانيا لتكون بجوار الملكة إليزابيث الثانية بعدما أبدى الأطباء، يوم الخميس، قلقهم بشأن صحتها وأوصوا ببقائها تحت الملاحظة. وشهد آخر ظهور علني للملكة الثلاثاء الماضي حين التقت في قلعة بالمورال في أسكتلندا ليز تراس، رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة بعد أن كانت قد استقبلت بوريس جونسون لقبول استقالته، ولتحتل بذلك المرتبة الخامسة عشر بين رؤساء الوزراء الذين عينتهم الملكة طيلة سبعة عقود من حكمها، منذ أنتوني إيدن في عام 1955، وصولا إلى ليز تراس. وولدت الملكة إليزابيث يوم 21 أبريل عام 1926 في حي مايفير الراقي بالعاصمة البريطانية لندن. وفي 6 فبراير عام 1952 اعتلت إليزابيث الثانية العرش، وفي 8 فبراير نصبت رئيسة للكنيسة الأنغليكانية والكومنولث، وتوجت ملكة بعدها في 2 يونيو عام 1953، حيث أدت اليمين وهي في سن 27 عاماً، والتي احتفل البريطانيون باليوبيل البلاتيني السبعيني لجلوسها على العرش، في شهر يونيو الماضي. واحتفلت الملكة إليزابيث في وقت سابق من العام الجاري بمرور 70 عاماً على اعتلائها العرش باحتفالات وطنية استمرت أربعة أيام. وقالت في ذلك الوقت: «لقد ألهمني اللطف والفرح والقرابة التي اتضحت بجلاء في الأيام الماضية، وآمل أن يستمر هذا الشعور المتجدد بالتآزر لسنوات كثيرة مقبلة». واعتلت إليزابيث العرش بعد وفاة والدها الملك جورج السادس وهي في ال25 من عمرها. وتوجت الملكة في يونيو من العام التالي. وكان حفل التتويج الأول الذي ينقله التلفزيون مقدمةً لعالم جديد، تتعرض فيه حياة أفراد العائلة المالكة للمتابعة المتزايدة من وسائل الإعلام. وأصبحت إليزابيث ملكة في وقت احتفظت فيه بريطانيا بمعظم إمبراطوريتها. عندما كانت قد خرجت لتوها من ويلات الحرب العالمية الثانية، وكان تقنين الطعام لا يزال سارياً مع استمرار الطبقية في المجتمع. وكان ونستون تشرشل أول رئيس وزراء في عهد إليزابيث، بينما كان جوزيف ستالين زعيماً للاتحاد السوفيتي، وكانت الحرب الكورية مستعرة. والملكة إليزابيث هي الأطول بقاء في حكم بريطانيا والأكبر عمراً بين ملوك العالم حالياً.