• وفقاً لاستبيان شركة KPMG، تعتقد 82% من النساء العاملات أن التواصل والتفاعل مع شخصيات قيادية نسائية سيساعدهن على تطوير مسيرتهن الوظيفية • 25 % من الموظفات في السعودية يعتبرن وجود نماذج نسائية قيادية ملهمة مهماً لتحفيزهن على التقدم تشكل الشركات العائلية أكثر من 90% من القطاع الخاص في منطقة الخليج، ولكن نظراً لأن 5% فقط منها تستمر في تحقيق الأرباح عند وصولها إلى الجيل الثالث من العائلة، فإن من أهم الأولويات للعائلات والأعمال والاقتصاد ككل فهم أسباب هذه الظاهرة. ومن هذا المنطلق، تركز رؤية السعودية 2030 الساعية إلى تحسين مساهمة المرأة في اقتصاد الدولة، على تمكين الشركات العائلية من صياغة إستراتيجيات فعالة للتقدم الوظيفي، ودعم النساء في تقدمهن المهني، وتحسين المرونة الاقتصادية. دور المرأة المتغير في الشركات العائلية لطالما كانت الشركات العائلية بطبيعتها بيئةً شمولية تقدم للمرأة فرص النمو والتقدم وتمكنها من الموازنة بين مسؤولياتها العائلية، وتأدية دورها في مكان العمل. ومع الأهداف والتشريعات التي وضعتها الحكومة لدعم المرأة، ازدادت مشاركة المرأة في مكان العمل بصورة هائلة في السنوات القليلة الماضية في السعودية. ولكن لاتزال العديد من النساء يواجهن عقبات في تأديتهن لأدوارهن القيادية، منها قلة الفرص المتوفرة، والتوقعات المجتمعية، وعدم القدرة على الحصول على الرعاية لأطفالهن، وتدني الرواتب والتعويضات، وعدم توفر ما يكفي من النماذج الناجحة لنساء ملهمات في مناصب قيادية. بصورة عامة، يُتوقَّع من المرأة في جميع أنحاء العالم أن تكون قادرة على الموازنة بين مسؤولية رعاية الأبناء وإدارة المنزل من جهة، وتلبية مسؤولياتها الوظيفية في مكان العمل من جهة أخرى، ما يضع أمامها تحدياً جماً وعائقاً كبيراً لتقدمها. ومن الحلول الممكنة لهذه المشكلة، وهو ما تستطلعه بالفعل العديد من الشركات في المنطقة حالياً، توفير المرونة في العمل للمرأة والسماح لها بالعمل عن بعد أو حتى تقليل ساعات العمل، وقد أفادت 38% من النساء العاملات في السعودية أن هذا الحل كان محورياً في تمكينهن من التقدم في عملهن. وعلى نحو مماثل، كان لمبادرات توفير الرعاية للأطفال فضل كبير في مساعدة النساء على الدخول إلى قطاع العمل، إذ أفاد بحث أجرته جامعة هارفارد في 2018 بأن 65% من النساء عجزن عن إيجاد فرص عمل لتركيزهن في المقام الأول على رعاية عائلاتهن أو لعدم قدرتهن على إيجاد رعاية ميسورة التكلفة لأطفالهن. لذا، كان للمبادرات الحكومية دور مهم جداً في حل مشكلة توفر الرعاية، ولاسيما برنامج قرة، وهو صندوق تنموي يقدم مساعدات لتغطية تكاليف الرعاية للأطفال وبالتالي تمكين المرأة السعودية من تحقيق الاستقرار الوظيفي. لطالما كانت التوقعات المجتمعية تؤثر بشدة على قدرة المرأة على العمل، ما نأى بالعديد من الشابات بعيداً عن سوق العمل لمنع أفراد عائلاتهن لهن من العمل. ولكن على مدى السنوات العشر الماضية، لم تعد النساء تحتجن إلى الموافقة للعمل في مختلف المجالات كتجارة التجزئة، ما فتح أمامهن آفاقاً وظيفية واسعة وشجعهن على السعي نحو تحقيق طموحاتهن. أهمية إبراز نماذج ناجحة لقائدات ملهمات في الشركات العائلية من أهم مكونات الطموح الوظيفي وجود نماذج ناجحة تلهم الجيل القادم من النساء في الشركات العائلية وتشجعهن على تولي مناصب قيادية. أشارت 25% من النساء إلى أنهن يحتذين بنماذج قيادية ناجحة تلهمن طموحهن للنجاح والتقدم في وظائفهن. يعتبر التوجيه والإرشاد والتواصل دوافع أساسية لتحقيق النجاح، ولكنها للأسف، ليست متاحة لجميع النساء في العالم بنفس القدر. كما وجدت دراسة أجرتها KPMG في عام 2019 عن النساء في المناصب القيادية أن 67% من النساء يكتسبن المعرفة والمعلومات في مجال القيادة من نساء أخريات، كما تعتقد 82% من النساء بأن الاستفادة من خبرات غيرهن قد يدعم تقدمهن الوظيفي. ومع دخول المزيد من النساء في قطاع العمل، تلح الحاجة إلى دعم المتميزات منهن اللاتي تتمتعن بمقومات النجاح لتصبحن مرشدات ملهمات لغيرهن. وعلقت على ذلك خلود موسى، شريكة لدى KPMG في السعودية، وأول شريكة سعودية في إحدى الشركات الأربع الكبرى في الدولة، إذ قالت: «مع تولي المزيد من النساء لمناصب قيادية في الشركات العائلية، سنعتاد رؤية المرأة في مناصب عالية وسيمتد هذا التوجه إلى الشركات غير العائلية ويتيح المجال للنساء الأخريات لتولي مناصب قيادية». تقود الشركات العائلية المتقدمة ذات الفكر الاستباقي مسارات تبني ثقافة التنوع والشمول التي يدعم فيها القادة الذكور زميلاتهن في العمل بتقديم الرعاية لهن. تعتبر الشركات العائلية الرائدة، مثل شركة نسما السعودية الخاصة التي تمتلك محفظة أعمال قوية متعددة القطاعات، التنوع جزءاً جوهرياً من إطار الحوكمة المؤسسية الذي تتبعه، وتستفيد من آثار هذا النهج ونتائجه. تقول نورة التركي، نائبة رئيس نسما في هذا الصدد: «إن دمج التنوع في إطار الحوكمة المؤسسية يؤدي إلى تحقيق الاستقلالية، كما يُحسّن التنوع في الفكر والرأي والخبرات عبر مجلس الإدارة بأكمله نتائج الأعمال، ونحن في شركتنا الآن نخوض هذه الرحلة المثيرة ونحصد ثمارها ونتائجها الرائعة». الاستدامة وتخطيط التعاقب يساعد وجود عنصر التنوع في الشركات العائلية التي تورث في العادة إدارتها للابن الأكبر على تخطيط التعاقب بناءً على الكفاءة والجدارة. ومع التركيز الحالي الشديد في شركات القطاع الخاص على تحسين الاستدامة على المدى الطويل، تحتاج الشركات إلى انتهاز هذه الفرصة الفريدة ودعم موظفاتها اللاتي تتمتعن بالقدرات والمواهب وإشراكهن في قيادة جهود تحقيق الاستمرارية في شركاتهن. وتشير بيانات من إرنست آند يونغ وجامعة ولاية كينساو إلى أن إعداد المزيد من النساء لتبوّؤ مناصب قيادية سيؤدي إلى نتائج نمو أعلى ويساعد على تحقيق الاستدامة على المدى الطويل. تستفيد الشركات من وجود بيئة عمل متنوعة وشمولية فيها على عدة أصعدة، من زيادة الربحية إلى تحفيز الابتكار وتحقيق النجاح على المدى البعيد، وسيكون لتقدم المرأة في قوى العمل السعودية بالغ الأثر على أداء الأعمال، إذ إنه يحسن النتائج بعيدة المدى للشركات العائلية والاقتصاد والمجتمع ككل. نشهد في الوقت الحالي جهوداً حكومية مقدرة تمهد الطريق لتعزيز مشاركة المرأة في قطاع العمل تماشياً مع رؤية 2030، مثل قانون المؤسسات السعودية والمبادرات المعنية كصندوق دعم المرأة الخاص بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية. وفي هذا السياق، تسعى مبادرة بيرل، المنظمة غير الربحية التي تركز على تعزيز الحوكمة المؤسسية والمساءلة والشفافية في منطقة الخليج، إلى رفع معايير الشركات العائلية بتوفير برامج تعليمية تبرز أهمية الحوكمة ومنهجياتها التي تستطيع أن تحقق تغييرات مستدامة تؤمّن للمرأة فرص النمو والتقدم في الشركات العائلية. الحوكمة المؤسسية أولوية تقول المديرة التنفيذية لمبادرة بيرل رانيا سعداوي «الحوكمة استثمار مُجدٍ، إن تم تطبيقه على النحو الصحيح، جنينا ثماره الطيبة. التنوع في القيادة مهم جداً لحل المشكلات التي نواجهها، ووتيرة التغيير الذي نشهده في تسارع مستمر، وكمية البيانات المتاحة لنا تتغير كل يوم». وتمتلك الشركات العائلية الناجحة خصائص قيمة، من أهمها التنوع على جميع المستويات والحوكمة المؤسسية الراسخة والشفافية، وتوفر هذه الخصائص للموظفين بيئة حاضنة مواتية للتقدم وتتيح للمواهب النمو، وتمكن قادتها -ذكوراً وإناثاً- من التطور. ومع الرؤية الحكيمة والدعم الحثيث من الحكومة السعودية، ستتمكن الشركات العائلية السعودية من احتضان ثقافة التنوع التي تُبنى خطط التعاقب فيها على الجدارة والكفاءة، ما سيقودها إلى تنفيذ أعمال أكثر استدامة وبالتالي تحقيق اقتصاد عالمي أكثر تنافسية. وانطلاقاً من حرص مبادرة بيرل على تحسين المساءلة والشفافية المؤسسية في منطقة الخليج، تدعم المنظمة الشركات العائلية وتساعدها على تبني ثقافة عمل تقوم على الحوكمة المؤسسية لتضمن تحقيق الربحية والاستمرارية على المدى البعيد. يجمع برنامج الحوكمة في الشركات العائلية الذي تنفذه مبادرة بيرل أصحاب المصلحة ويقدم لهم منصة مفتوحة للحديث بشفافية عن التحديات والفرص التي تواجه الشركات العائلية. ويضم البرنامج معلومات ونقاشات وحوارات وورش عملية لدعم العائلات في إيجاد حلول الحوكمة الناجحة. لمعرفة المزيد عن برنامج الحوكمة في الشركات العائلية، يرجى التواصل مع مبادرة بيرل على [email protected]