كشفت مصادر رفيعة المستوى ل «عكاظ» أن زيارة قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي السرية إلى دمشق أخيراً جاءت في إطار محاولة القيادة الإيرانية ترطيب الأجواء مع بشار الأسد، بعدما شهدت العلاقات بين الطرفين فتوراً على خلفية زيارة الأسد الأخيرة إلى طهران في مايو الماضي، وتسريب مصادر إيرانية مقربة من ديوان المرشد الأعلى علي خامنئي ما حصل خلال الزيارة القصيرة. ووصفت المصادر زيارة بشار لطهران بعبارة «ترويض الأسد غير المطيع»، معتبرة أن الإجراءات التي سبقتها والشكل الذي تمت به أتت بشكل مدروس بغية إذلاله وإيصال رسالة واضحة وصريحة له ولروسيا عن هوية الطرف المسيطر على الساحة السورية واللبنانية بدءاً من تحديد الساعة التي اضطر فيها للإقلاع بطائرته من دمشق إلى طهران في الرابعة فجراً مروراً بطريقة نقله مباشرة بعد هبوطه في العاصمة الإيرانية إلى ديوان خامنئي لاجتماع استمر حوالى 3 ساعات، ثم إعادته إلى المطار للعودة لسورية. وأفادت المصادر بأن ترتيبات الزيارة جاءت لكي توعز للأسد بأن طهران هي التي تحدد جدول عمل رئيس النظام السوري. وقالت المصادر إن جميع الموظفين في ديوان خامنئي حرصوا على أن تكون هذه الزيارة «شاذة» عن البروتوكول المتبع، وألا تتضمن أيّاً من مراسيم استقبال رؤساء البلاد، وأضافت أن الأسد لم يملك الوقت الكافي للتحضير لهذه الزيارة، وكما يبدو لم يُسمح له باختيار الوفد الذي رافقه كما كان يبغي. ولفتت المصادر أيضاً إلى إصرار الجانب الإيراني على أن يكون الأسد مرافقاً بشكل لصيق لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الذي وصل خصيصاً إلى سورية لمرافقته إلى إيران وعاد معه إلى دمشق وكأن الأسد كان مطلوباً للتحقيق معه. وتحدثت المصادر عن مكان جلوس المشاركين في الاجتماع بين الأسد وخامنئي الذي جاء في خانة «التحجيم»، إذ جلس الأسد وحده يقابله الرئيس الإيراني ووزير الخارجية وقائد فيلق القدس بينما لم يسمح لوزير الخارجية السوري بالجلوس إلى جانب الأسد، في رسالة واضحة أن عليه ان ينفّذ كل ما تمليه عليه طهران.