دعا رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة واحدة، مؤكداً أن القوات المسلحة لن تنحاز لأي طرف في الفترة الانتقالية. وفي مناسبة العيد الوطني للقوات المسلحة في السودان، قال البرهان اليوم (الأحد): إن بلادنا تعيش تجربة انتقال محاطة بتحديات كبيرة لا يمكن تجاوزها إلا بالتعاون بين الشعب والجيش، محذرا من أن أوضاع السودان لا تحتمل مزيدا من التشرذم، ومشددا على أن الجيش سيظل وفياً للشعب منحازا لخياراته الوطنية. واعتبر أن الوقت طال في انتظار الحلول الناجحة للأزمات، وهذا لن يحدث إلا في ظل حكومة يتفق عليها الجميع دون إقصاء لأحد، مشدداً على عزمه بذل أقصى الجهود لتمكين قواته من حماية أرض وشعب السودان. وتطرق البرهان للآثار التي تسببت بها الأمطار والسيول في بلاده، قائلاً: نقف مع المتضررين من تداعيات السيول والأمطار. وكان البرهان قال في 4 يوليو الماضي إنه سيتم حل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة من الجيش والدعم السريع، موضحاً أن تشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيتم بعد تشكيل الحكومة التنفيذية، وأن المجلس سيتولى قيادة القوات النظامية ومسؤولية الدفاع والأمن. ويعيش السودان أزمة سياسية منذ حل الحكومة الانتقالية وفرض حالة الطوارئ وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية في خطوة وصفها بأنها تصحيحية لمسار الثورة، لكن السلطات ألغت أخيرا حالة الطوارئ وأفرجت عن المعتقلين السياسيين في إجراءات هدفت لتهيئة مناخ الحوار الذي تسيره آلية ثلاثية مكونة من الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيجاد وبعثة الأممالمتحدةبالخرطوم «يونيتامس»، إلا أن البلاد دخلت في حالة جمود سياسي بعد أن توقف التفاوض الذي كانت تديره الآلية الثلاثية إثر انسحاب الجيش من هذه العملية بغرض إفساح المجال للقوى السياسية لتشكيل حكومة مدنية لن تشارك فيها القوات المسلحة.