على ما يبدو أن نصرالله يدخل في فصل جديد من المناوشات مع الجانب الأمريكي في الوقت الذي يزور المبعوث الامريكي عاموس هوكشتاين إلى لبنان، إذ من المتوقع وصوله اليوم لحسم الجدل والصراع على ترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية البحرية. وفي بداية الأسبوع الماضي، هدد نصرالله في تصريحات صحفية تلفزيونية بعمل حربي ضد تل أبيب في فصل جديد من فصول المزايدة والهروب من مشاكل لبنان عبر الحرب مع إسرائيل، متذرعا بحماية حقوق لبنان في الطاقة، بينما ما يزال حزب الله يهب ثروات لبنان إلى مليشياته في سورية. نصرالله قال إن استهداف حقل كاريش في المياه الفلسطينية، الذي يعمل الاحتلال لاستخراج الغاز منه، متوقف على قرار إسرائيل والولايات المتحدة بمنح لبنان حقوقه في استخراج الثروات من مياهه، مهددا بأنه في حال بدأ استخراج النفط والغاز من كاريش في سبتمبر «قبل أن يأخذ لبنان حقه، فنحن ذاهبون إلى مشكل». وعلى وقع الوضع السياسي والاقتصادي الساخن في لبنان، تأتي زيارة المبعوث الأمريكي إلى بيروت هوكشتاين، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، بأن منسق الرئيس الأمريكي جو باين الخاص للشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار عاموس هوكشتاين سيجري زيارة إلى لبنان في خطوة جديدة بشأن أزمتي الطاقة اللبنانية والحدود البحرية مع إسرائيل. زيارة هوكشتاين تركز على تأمين الطاقة للبنان وفق التزامات الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت سابق، بما في ذلك التزام إدارة بايدن بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية، إذ تؤكد الإدارة الأمريكية أن ترسيم الحدود البحرية بين تل أبيب ولبنان لا يمكن أن يكون إلا بالمفاوضات. وبينما تتجه الحكومة اللبنانية وسط حالة من الإجماع على حل مشكلة الحدود البحرية وحسم حقل كاريش بالتوافق اللبناني الإسرائيلي الذي يقتضي تأمين مصالح الطرفين، تأتي تصريحات نصرالله المرتبطة بالتعليمات الإيرانية لتزيد التوتر في لبنان أولا وبين لبنان والولايات المتحدةالأمريكية التي تعتبر من الدول الداعمة لاقتصاد لبنان. في النهاية لا يمكن قراءة تصريحات نصرالله إلا في إطار المواجهة الإيرانية الغربية في الملف النووي الإيراني، إذ تستخدم إيران ورقة نصرالله في لبنان لتوسيع دائرة المواجهة مع الغرب من لبنان إلى سورية واليمن والعراق، ومن هنا فإن نصرالله ما هو إلا منفذ للأجندة الإيرانية أولا في لبنان قبل ادعائه أنه يبحث عن مصالح لبنان.