في مشهد مهيب لا يحدث إلا في المشاعر المقدسة، أدّى حجاج البيت الحرام، اليوم (الثلاثاء)، طواف الوداع في ثالث أيام التشريق، وسط منظومة متكاملة من الخدمات والإجراءات الاحترازية. وفيما ودّع ضيوف الرحمن البيت العتيق، بعد أداء طواف الوداع لتكون آخر ما تراه أعينهم، شهدت لحظات الوداع بين الحجاج دموع الفراق، وطاعة وقرباً من الرحمن، داعين الله أن يتقبل منهم حجهم. وسخّرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي التسهيلات لضيوف الرحمن، وأدى حجاج بيت الله الحرام طواف الوداع في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة؛ ثالث أيام التشريق. وأكمل حجاج بيت الله الحرام مناسك حجهم وسط منظومة متكاملة من الخدمات، التي قدمتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، إضافةً إلى الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن. وودعت مواكب الحجيج، أمس، مخيمات منى بعد أن قضوا فيها أربعة أيام أثناء أدائهم للركن الخامس، حيث غادر نحو 90% من الحجاج في اليوم الثالث عشر ثالث أيام التشريق، بعد أن آثروا عدم التعجل والبقاء لآخر لحظة على صعيد مشعر منى الطاهر، وهم يحملون أجمل الذكريات، وكلهم رجاء أن يعودوا إلى أوطانهم، وقد غفرت ذنوبهم وخطاياهم، وعادوا كيوم ولدتهم أمهاتهم، وسط أمنيات بتكرار العودة مرة أخرى إلى المكان ذاته، الذي استقبل هذا العام نحو مليون حاج على اختلاف جنسياتهم وثقافاتهم. من جهتها، باشرت أمانة العاصمة المقدسة تكثيف فرق النظافة الميدانية، وتحريك آليات لرفع وسحب حاويات الضغط الكبيرة، التي تحوي أطناناً كبيرة من النفايات داخل مشعر منى، بعد أن باشرت سابقاً مهامها في مشعري عرفات ومزدلفة.