مع اقتراب انتهاء الشهر الرابع على الحرب الروسية الأوكرانية، تبدو الخيارات أمام كييف محدودة، بل محدودة جدا، إذ يلوح في الأفق خياران لا ثالث لهما؛ فإما طريق التفاوض وتقديم التنازلات، وإما طريق الحرب وتجرع مراراة الخسائر اليومية. وقد حدد كبير المفاوضين الأوكرانيين ديفيد أراخاميا في مقابلة مع إذاعة «صوت أمريكا»، طريق التفاوض بقوله: إن بلاده ستكون في التوقيت الذي حدده بحلول نهاية أغسطس القادم في وضع أفضل للتفاوض. وفي الوقت الذي كان أراخاميا يتحدث عن أن المفاوضات ستجري مع شن هجمات مضادة في أماكن مختلفة، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الحلفاء الغربيين إلى ضرورة الاستعداد لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا. ومع احتدام الحرب في أوكرانيا توقفت مفاوضات السلام التي كانت كييف اقترحت في نهاية مارس الماضي إجراءها في إسطنبول، من بين أمور أخرى للتخلي عن عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مقابل ضمانات أمنية دولية. من جانبها، أفادت الاستخبارات البريطانية بأن المدنيين في منطقة سيفيرودونيتسك الأوكرانية المتنازع عليها بشدة ستتملكهم الريبة إزاء استخدام الممرات الإنسانية المقترحة لمغادرة المنطقة. وفيما لا يوجد سبيل آخر للخروج من المدينة غير الممرات الإنسانية التي حددتها روسيا وحلفاؤها، بشكل أحادي، قالت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها اليومي إن موسكو استخدمت مثل تلك الممرات سابقا في أوكرانيا وفي سورية كوسيلة لإحراز تقدم في أرض المعركة، وإجبار السكان على الانتقال إلى مناطق أخرى. بدوره، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن على الحلفاء الغربيين ضرورة الاستعداد لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا، وحض على تقديم دعم متواصل لكييف أو المخاطرة ب«أعظم انتصار للعدوان» في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفي مقال حمل توقيعه ونشر على موقع صحيفة «صنداي تايمز»، كتب جونسون: الدول الأجنبية الداعمة لكييف يجب أن تتحلى بالجرأة لضمان أن يكون لدى أوكرانيا «القدرة الاستراتيجية للصمود، وفي النهاية تحقيق النصر». وزار جونسون كييف (الجمعة) غداة زيارة زعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا العاصمة الأوكرانية لدعم ترشحها للانضمام الى الاتحاد الأوروبي. وعرض رئيس الوزراء البريطاني على الرئيس فولوديمير زيلينسكي برنامج تدريب عسكريا مكثفا للقوات الأوكرانية لمساعدتها في القتال ضد القوات الروسية. واعتبر جونسون أن كل شيء سيعتمد على مدى قدرة أوكرانيا على تعزيز قدراتها للدفاع عن أراضيها بشكل أسرع من تجديد روسيا قدراتها للهجوم، «مهمتنا هي في جعل الوقت يعمل لصالح أوكرانيا». وحدد خطة دعم من أربع نقاط للتمويل المستمر والمساعدة التقنية ينبغي الحفاظ على مستوياتها للسنوات القادمة وربما تعزيزها. وحذر في السابق من حرب طويلة الأمد تستمر حتى نهاية العام القادم مع تكرار المسؤولين الأوكرانيين دعواتهم للحصول على مزيد من الأسلحة والمعدات.