علاقات تاريخية جمعت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالأمريكية منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي أسس هذه العلاقة في ذلك اللقاء على متن تلك السفينة الأمريكية عام 1945م مع روزفيلت الرئيس الأمريكي الأسبق، وترسخت على مدى العقود الماضية رغم مرورها بعدة تحديات كان السبب فيها اختلافات في بعض الملفات، وكذلك عمل بعض اللوبيات التي تسعى لإفساد هذه العلاقات عبر التأثيرات المختلفة، سواء بإيهامات تغيير اتجاه المصالح أو من خلال الشيطنة بشتى الوسائل والأدوات، ونلاحظ أن عددا من الرؤساء الأمريكيين رفعوا شعارات انتخابية كان في لغتها الهجوم على السعودية مع استمرار بعضهم التي ألقت بضلالها على ما يجمع البلدين وأصابته بالبرود، إلا أن الأحداث والمواقف تثبت صلابة ما يتوافق مع رؤية البلدين ويحقق مصالحها الإستراتيجية، وتثبت لكل إدارة جديدة بأنه لايمكن التخلي عن الصديق الأصدق بمجرد مواقف وآراء لأفراد أو جماعات مهما كان نفوذهم، وهذا يعود بذاكرتي إلى لقاء سمو سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن سابقاً الأمير بندر بن سلطان على قناة العربية مع الأستاذ تركي الدخيل حينما تحدث عن هذه النقطة تحديداً وانتصار صدق السياسة السعودية وإدراك قيادتها بما تتعرض له من مواقف متسرعة يتم اتخاذها تجاهها. سمو نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان التقى خلال الأيام الماضية عددا من المسؤولين في الإدارة الأمريكية؛ وكان منهم وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي والمبعوث الخاص لليمن، وتزامنت هذه اللقاءات مع تناول الإعلام الأمريكي لخبر زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة للسعودية، التي أشارت إلى رغبته في إنعاش العلاقات بين الرياضوواشنطن، مع أن بعض وسائل إعلام أمريكية حاولت خلال الأشهر الثلاثة الماضية اتهام السعودية بشكل وبآخر في انحيازها للمعسكر الشرقي ولروسيا تحديداً وفي حربها مع أوكرانيا، وهذا منافٍ للحقيقة التي تؤكد على أن القيادة السعودية ارتكزت في سياستها على الهدوء والحكمة التي اكتسبتها بخبراتها التراكمية مما جعلها تمتلك الحنكة في تعاطيها السياسي وحرصها الشديد على حفظ التوازنات الإستراتيجية مع القوى العالمية، لما يخدم مصالحها ومصالح المنطقة، وهذا شيء واضح ليس هناك ما يستدعي لإخفائه. في تصوري صدق السعودية هو مصدر احترام العالم لها، وسر قوتها وثبات مواقفها ما يجعلها تحقق مكاسب ونجاحات سياسية في كل ملف تخوضه، وبالتالي تجد بعض الدول التي تحمل أيديولوجيات ومشاريع عدائية دائماً تتهرب من الحوار والتعاطي السياسي معها. وختاماً أذكر أني قرأت عبارة كتبها جمي كارتر في مذكراته حينما كان رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية وذكر فيها أن «السعودية هي الدولة الوحيدة التي تقول في العلن ما تقوله في السر».