يمكن القول بأن أول منتخب سعودي خالص من اللاعبين السعوديين لكرة القدم تاريخياً تكوَّن ونشأ في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- في منتصف شهر شعبان من عام 1372ه الموافق أبريل 1953م من حوالى (71) عاماً مضت لخوض مباراة ودية غير رسمية. رافق هذا المنتخب ولي العهد السعودي -آنذاك- الأمير سعود بن عبدالعزيز «جلالة الملك لاحقاً» إلى سورية بطائرة خاصة بعد أن تم تشكيل هذا المنتخب خلال (24) ساعة فقط من قبل وزير الدفاع والطيران الأمير مشعل بن عبدالعزيز بعدما رفض أول وزير للداخلية الأمير عبدالله الفيصل تشكيل هذا المنتخب في وقت قياسي تخوفاً من النتائج، مبديا سموه الاعتذار عن المهمة. تكوَّن المنتخب السعودي الأول من: الحارس عبدالرحمن فلمبان، حمزة حجي، محمد الزغيبي، حسين ظاهر، حمزة هاشم قائد المنتخب السعودي الأول تاريخيا، أحمد جواد علمدار، فريد سندي، يوسف عابد، محمد طرابلسي لاعب ومدرب الفريق في ذات الوقت، عبدالله أخضر، عيدان بن راشد، ناصر بن فهد، سعد مخيمر، أحمد بدر، سعد محمد، وسلمان حسن. مثل هذا الخليط السعودي الخالص من اللاعبين الفرق التالية: هلال الخبر، الاتفاق / الدمام، الموظفين / الرياض، أشبال المنصور/ الطائف، النجاح المختلط/ رأس تنورة، الشبيبة السعودية / مكةالمكرمة. يرجع الفضل في كشف أسماء هذا المنتخب للأستاذ صالح محمد القاضي مدير مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الوسطى وصاحب أطول فترة رئاسة لنادي الرياض (1392 – 1405ه)، الذي أعطى المؤرخ الدكتور محمد علي القدادي رجل التاريخ والمهمات الصعبة، طرف معلومة استطاع من خلالها الأخير توثيق التفاصيل والأخبار والصور في بحث مميز من ضمن أبحاثه التاريخية في الرياضة السعودية والذي استطاع أن يميط اللثام عنه بعد عقود كعادته في الانفرادات التاريخية والأولويات. تجمَّع أول منتخب سعودي تاريخيا في مدينة الرياض ثم سافروا إلى الظهران لإقامة معسكر تدريبي لمدة أسبوع، هناك خاضوا خلاله لقاءين وديين أمام فريق إيطالي وفريق إنجليزي على ملعب العزيزية، وتولى تدريب هذا المنتخب اللاعب محمد طرابلسي، وقاده الكابتن حمزة هاشم، الذي دخل التاريخ كأول قائد لمنتخب المملكة العربية السعودية في لعبة كرة القدم. خاض المنتخب السعودي في سورية وعلى أرضية الملعب البلدي بدمشق لقاءه الأول تاريخيا يوم الأحد 19 أبريل 1953م ضد فريق الشرطة والأمن العام السوري أمام ناظري ولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز، وفخامة الرئيس السوري فوزي سلو، وحصل ما توقعه الأمير عبدالله الفيصل وخسر المنتخب (3/7) وكانت نتيجة طبيعية لفارق الخبرات ومرحلة البدايات، فضلا عن سرعة تجمع اللاعبين وعدم وجود مدرب حقيقي، فضلا عن أن الأرض كانت مزروعة وغير معتادة لأفراد المنتخب السعودي. بعد هذه النتيجة السيئة اعتذرت المملكة عن المشاركة رياضيا في الدورة العربية الأولى في يوليو 1953م في الإسكندرية وشاركت المملكة بوفد إداري فقط ممثلاً برئاسة الأستاذ عبدالحق مال أول مدير لإدارة الرياضة والكشافة التابعة لوزارة الداخلية بين عامي (1372-1374ه). * باحث ومؤرخ رياضي