كرة إيطاليا كانت تعيش في بطن الحوت. سنوات طويلة من الصراعات المؤلمة تسببت بالتأثير على مستوى كرة القدم الإيطالية. قالوا إنها مشاكل سياسية، وإن هناك أحزابا سياسية تُريد زعزعة البلد. ولكن حتماً لا، القضية هي قضية أن هناك بعض الرجال السياسيين في إيطاليا غير سُعداء بوجود عدد كبير من المستثمرين الأجانب في كرة القدم. وهي العقلية التي تسببت في دمار كرة القدم الإيطالية، قبل أن يلمع مجددا نجم الكالتشيو في أفق الكرة العالمية. الإنتر الذي عاد بعد غياب سنوات، حقق الدوري الموسم الماضي، وبطولتين في هذا الموسم، بالمقابل ميلان بحاجة إلى 4 نقاط من الجولتين القادمتين، ليحقق ضربة كبيرة لعودة أحد عمالقة الكالتشيو. ماذا يعني كل هذا؟ حسناً، إيطاليا عانت لسنوات طويلة، فريقاً واحداً كان منفرداً بتحقيق 9 بطولات دوري ألا وهو يوفنتوس، كان الدوري ينتهي قبل أن يبدأ، إنها حقيقة. ولكن الحقيقة الأكيدة الآن هي: أندية ميلانو تعود من الباب الكبير، تعود لتحمل معها راية الكالتشيو المدوية التي لطالما كانت لها ذكريات عظيمة يتطلع الجميع من أجل استعادتها، لأنها ذكرى من الماضي الجميل. ولكن هل المشوار سهل؟ طبعاً لا، المشوار صعب وبحاجة إلى عمل مكثف وصبر كبير، ما زالت الأندية تمر بمرحلة انتقالية، وما زال اللاعبون الشباب في إيطاليا بحاجة إلى الثقة، وكذلك لدى المسؤولين سواء على مستوى المؤسسات أو الأندية مهمات أكبر لإعادة تأهيل المستويات بالكامل في إيطاليا سواء: إدارياً، تسويقياً ورياضياً وحتى قانونياً. إيطاليا لديها الأساس الرياضي والكروي؟ نعم، ولكن هذا الأساس ليس إداريا، لأن المشكلة الحقيقية تكمن بوجود الثقافة التي انتهت صلاحيتها، يجب أن يتم محو هذه الثقافة التي عفا عليها الزمن، كان زمنا جميلا سُميّت فيه إيطاليا ب«جنة الكرة القدم».. ولكنها الآن أصبحت «دمار كرة القدم». هناك محاولات، وهناك رغبة في التغيير، والعمل جارٍ في أروقة رابطة الأندية الإيطالية، عودة أندية ميلانو ستكون عاملاً مساهماً في عودة كرة القدم الإيطالية بوجود يوفنتوس، هؤلاء الثلاثة الأكثر شعبية وقوة وتأثيراً، قادرون على فعل الصعب جداً من الموسم القادم، بداية بالأمس بتتويج الإنتر العام الماضي، مروراً بفوز ميلان المحتمل هذا الموسم، وربما غداً ستكون المعركة مدوية في الموسم القادم بانضمام يوفنتوس للمنافسة الشرسة على اللقب. نعم.. إيطاليا قريباً ستخرج من بطن الحوت.