فيما أظهرت النتائج الأولية للطب الشرعي الفلسطيني أن الرصاصة التي أصابت الصحفية شيرين أبو عاقلة كانت قاتلة بشكل مباشر، تناقضت الروايات حول اغتيالها أمس (الأربعاء)، فوزارة الصحة الفلسطينية وقناة «الجزيرة» القطرية التي تعمل بها أبو عاقلة أكدتا أن رصاصة إسرائيلية تسببت في مقتلها أثناء تغطيتها عملية عسكرية لجيش الاحتلال في مدينة جنين بالضفة الغربية. فيما رجّح رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت أن تكون نيران «فلسطينيين مسلحين» هي المسؤولة عن مقتل أبوعاقلة التي جرى تشييع جثمانها من مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله أمس. وقال في بيان: «يبدو وفقاً لمعلوماتنا أن فلسطينيين مسلحين كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي يتحملون مسؤولية وفاتها». وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن قواته وجهاز الأمن العام وشرطة حرس الحدود كانوا ينفذون عملية في مخيم جنين لاعتقال مشتبه بتورطهم في الإرهاب. وأضاف أنه خلال العملية أطلق العشرات من المسلحين الفلسطينيين النار وألقوا مواد متفجرة في اتجاه قواتنا مهددين حياتهم. ورد الجنود بإطلاق النار. وأعلن أنه يجري تحقيقاً في احتمال إصابة صحفيين، ربما بنيران فلسطينية. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد في تغريدة: «عرضنا على الفلسطينيين إجراء تحقيق مشترك في وفاة أبو عاقلة، مضيفاً أن القوى الأمنية الإسرائيلية ستواصل العمل حيثما كان ذلك ضرورياً لمنع الإرهاب ومنع قتل الإسرائيليين». وروى الصحفي علي السمودي الذي كان يعمل منتجاً لشيرين تفاصيل ما جرى بقوله: «إنهما كانا ضمن مجموعة من سبعة صحفيين توجهوا لتغطية المداهمة، وكنا جميعا نرتدي ملابس واقية تشير بوضوح إلى أنهم صحفيون، ومررنا بجوار القوات الإسرائيلية حتى يرانا الجنود ويعرفون أننا هناك». وأضاف السمودي الذي أصيب برصاصة في أعلى الظهر: «فجأة أطلقوا علينا النار، لم يطلبوا منا أن نخرج، لم يطلبوا منا التوقف، أطلقوا النار علينا». وأوضح أن الطلقة الأولى أخطأتهم، ثم أصابته الثانية، وقتلت الثالثة شيرين، مؤكداً أنه لم يكن هناك مسلحون أو مدنيون آخرون في المنطقة، إذ لم يتواجد سوى المراسلين والجيش. من جهته، قال مدير المعهد العدلي في جامعة النجاح الوطنية ريان العلي، إن «الرصاصة التي أصابت شيرين أبو عاقلة كانت قاتلة مباشرة، حيث تسببت بتهتك واسع في الدماغ والجمجمة، والسلاح المستخدم من نوع سريع جداً». وأضاف: «لا يوجد أي دليل على أن إطلاق النار كان من مسافة تقل عن متر ولا تفاصيل الآن عن الرصاصة». ولفت إلى أنه «تم التحفظ على مقذوف مشوه وتتم الآن دراسته مخبرياً، لإيجاد أي أدلة يمكن ربطها بالجهة المسؤولة عن مقتلها». ودانت منظمات عربية وإسلامية جريمة الاغتيال، مشددة على ضرورة المساءلة الدولية وملاحقة مرتكبيها أمام جهات العدالة المختصة.