انتشر بكثافة عالية في الآونة الأخيرة أن «تطوير الذات» وهمٌ ومتاجرة، وأن كثيراً من الناس يعيشون حياتهم برضى وسعادة دون «وهم التطوير»، بل يقول البعض إن الحديث عن «تطوير الذات» كضرورة يُثقل حياة البشر ويجعلهم في إحباط دائم نتيجة السعي المستمر للتحسين دون جدوى! علّق أحد الأشخاص بقوله: «اتركوا الناس يعيشون حياتهم ببساطة دون أن تفرضوا عليهم شيئاً»، ولقي تعليقه استحسان الكثير، مما جعلني أفكر وللمرة الأولى وأتساءل: هل «تطوير الذات» مجرد وهم فعلاً، وليس بالضرورة أن ينهجه الجميع؟!. العالم اليوم يعيش ثورة غير مسبوقة في كل المجالات؛ تغيرات كبيرة وسريعة، وتطورات مُبهرة على كل المستويات، وحتى نستطيع مواكبة هذا العالم لا نملك إلا خيار التغيير معه، فكما يقولون: من لا يتقدّم يتقادم؛ والسعي للتحسين ليس أمراً مستحدثاً، بل هو سنة كونية، فنحن خُلقنا للسعي والعمل. الحياة غالباً هي كالمباراة؛ يوجد لاعبون ومتفرجون، ولا ضير في أن تختار مقعدك مع المتفرجين وتكتفي بالتصفيق لغيرك، لكن لا تنتظر أن يصفق لك أحد، فالمشكلة تكمن فيمن يختار لنفسه أن يكون متفرجاً ثم يطالب بمزايا اللاعب الذي يجتهد وله أهدافه فيجني نتاج سعيه.إضاءة: كلنا نمتلك الحرية المطلقة في اختيار شكل الحياة التي نعيشها، ولكننا في المقابل يجب أن نتحمل مسؤولية اختياراتنا مهما كانت.