يبدو أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن في ضباء بعدما تداركت بلدية المحافظة خطأ فادحا وقعت فيه حين وضعت عبارة «العنز تسرح والتيس قاعد بالبيت»، مقتبسة من مثل شعبي قديم كواجهة على الكورنيش الشمالي؛ الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي والمنتزهين. وبعد مرور أربع وعشرين ساعة تداركت بلدية ضباء خطأها لتوضح عبر موقعها في التواصل الاجتماعي بأنه إشارة لما تم تداوله من بعض المغردين عن وجود بعض اللوحات تحمل عبارات غير مستساغة ضمن إحدى زوايا مهرجان «ضبا موج وزهر» المخصصة للأمثال الشعبية القديمة ضمن 250 مثلا من مختلف مناطق المملكة تود البلدية التأكيد أنه قد تم إزالة الأمثال المشار لها، شاكرة للجميع حرصهم وتواصلهم. وأكد نبيل الحجيري بأن ما تقوم به بلدية ضباء كل عام في تزيين الكورنيش الشمالي لجميع المناسبات الوطنية التي تمر بها المملكة لهو يبعث السرور في نفوس الزوار والمتنزهين، ولكن العبارة التي وضعتها على الكورنيش تعد من المفاهيم الخادشة للحياء، فكيف تسمح بلدية ضباء بأن تطلق على هذا الممشى كلمة غير لائقة ويرى موسى الحويطي بأن الأطباء البيطريين لا يمكن أن يطلقوا مثل هذه العبارات على ممن لديهم قطيع من الأغنام بكلمة وإنما يرتقون بالمعاني الفريدة كأصحاب المواشي أو الحلال كما هو الحال عند أهالي البادية في القرى، فتلك الأمثال قد اندثرت في زمان كان الجهل فيه متسيد الفكر العام للحياة الماضية حتى أصبح ممن كان يحمل المياه على الدواب كالحمير والبغال ويسقي بها المنازل في قديم الزمان لا يمكن أن يتباهى بها في مجالس الرجال لأنها أصبحت ينظر لها بصور غير مقبولة في المجتمع. فيما يشير عبد الله إبراهيم إلى أنه يستوجب من بلدية ضباء تخصيص شخصيات متعلمة وتراعي الذوق العام في العبارات التي تطلقها في الميادين العامة والتي تعكس حضارة المجتمع السعودي بصفة عامة، ومثل هذه العبارات قد يتعجب منها القاصي والداني في الوطن والتي أصبحت لا تخضع للتقنين اللغوي لأنها لا تعيش معنا في حياتنا اليومية، مضيفاً بأن البلدية لابد أن ترتقي بالعبارات اللائقة لأن ضباء أصبحت واجهة لمنطقة تبوك ولا تختزل مفاهيم العقول لتثبيت المصطلحات الخاطئة والتي نبعت من جهل العقول في الزمان القديم.