التفكير خارج الصندوق إبداع، والفكرة المجنونة ميزة وإن أتت من حيث لا يراد لها أن تأتي، والعبرة بالخواتيم. أي عمل وأي مشروع وكل فكرة نحكم على نجاحها من عدمه ببلوغ أهدافها وتحقيقها لذلك. لم تكن الفكرة مرتجلة، ولم يكن التنفيذ عشوائياً، بل عمل استمر منذ عام 2019، ورأى النور في 2022، وهذا يعني أنه أشبع دراسة وتخطيطاً وتأملاً وتأطيراً، ثم إن اللجان التي عملت به وأشرفت عليه تم اختيارها وانتقاؤها بكل عناية ودقة. العمل سعودي والطاقم سعودي والمشرف سعودي والمنفذ سعودي والصبغة سعودية 100% جاءت الفكرة مناسبة لروحانية شهر رمضان المبارك، قال تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ..». وخدمة لأعظم الكلام وأشرفه كلام الله القرآن الكريم الذي نزله في ليلة من ليالي الشهر الكريم وفي أعظمها بركة ورحمة وغفراناً، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ». كما يخدم البرنامج الأذان وهو النداء لعمود الدين وثاني أركانه، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ، وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا». كما خدم البرنامج اللغة العربية وأساليبها وعالميتها وديمومتها، قال تعالى: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون). استطاع البرنامج أن يوجه أنظار العالم أجمع وبالأخص العالم الإسلامي إلى السعودية مهبط الوحي وقبلة المسلمين أرض الحرمين الشريفين، وإلى القرآن الكريم ولغة القرآن وإلى الأذان. البرنامج عالمي بامتياز من السعودية إلى العربية ثم العالمية. وأبهر الجميع واختير له القناة السعودية الأولى لعرضه التي نجحت بشكل كبير هذا العام في منظومة برامجها من خلال الجهود الرائعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون، كما اختير له مقدم بارع أعطى الجميع مكانته وأعطى المسابقة جوها الحماسي بلغة قريبة من الجميع. جوائز كبرى بحجم البرنامج، ومشاركات تناغمت مع حجم البرنامج، ولجنة كانت على قدر الثقة التي أوكلت لها. مسك الختام هو برنامج عطر الكلام الذي لم يكن لولا وجود قيادة رشيدة حكيمة تسعى لرفعة الدين الإسلامي ونشر تعاليمه والمحافظة على القرآن الكريم والسنة النبوية برعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد. شكراً لهذا النجاح العالمي الباهر والملفت للأنظار، وألف ألف مبارك للفائزين من جميع أقطار العالم، وشكراً لهيئة الترفيه ممثلة في معالي المستشار تركي آل الشيخ، ولجميع القائمين على البرنامج الذي أعتبره درة البرامج وأفضلها لهذا العام، ونحتاج من قنواتنا الرسمية مثل هذه البرامج المفيدة والمحفزة. كما نتطلع في المستقبل لمزيد من البرامج النافعة على مستوى المناطق والمحافظات لدعم المواهب في الأذان وإبراز القرّاء والحفاظ.