تزايدت الأدلة أمس (الثلاثاء) على أن الإغلاق بات قاب قوسين أو أدنى من العاصمة الصينيةبكين؛ بعدما قررت الحكومة الصينية إخضاع جميع سكانها، البالغ عددهم 22 مليون نسمة، لفحص فايروس كورونا الجديد. لكن السلطات بررت قرارها بأنها تريد أن تتفادى الإغلاق الذي تعيشه ثانية كبرى مدن البلاد شنغهاي منذ أربعة أسابيع. وكانت الصين بدأت التدابير المشددة التي تشهدها بكين أمس الأول (الإثنين)، بقرارها إلزام جميع سكان ضاحية شاويانغ الراقية في بكين بالخضوع للفحص ثلاث مرات من الإثنين إلى الجمعة. وقبل أن تغيب شمس الإثنين، أعلنت السلطات قرارها توسيع رقعة الفحوص الإلزامية لتشمل 10 مناطق أخرى في العاصمة، إلى جانب منطقة كبيرة للتطوير الاقتصادي. وذكرت الحكومة أمس (الثلاثاء) أنها سجلت 33 إصابة جديدة في بكين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، منها إصابة غير مصحوبة بأعراض. وجاء ذلك بعد تسجيل 19 إصابة (الإثنين). وبالمقارنة مع شنغهاي؛ يبدو واضحاً أن السلطات الصينية سارعت لبدء فحص جميع سكان العاصمة بعد بضعة أيام فحسب من اكتشاف نحو 40 حالة جديدة في بكين؛ في حين أنها انتظرت نحو شهر، حتى زاد عدد الإصابات الجديدة في شنغهاي أكثر من ألف إصابة، لتتخذ قراراً بإغلاق شنغهاي بالكامل. وقال متحدث باسم بلدية بكين الليل قبل الماضي، إن قرار تعميم الفحوص على جميع سكان العاصمة نابع من ضرورة كبح تفشي الفايروس، وبالتالي الحفاظ على صحة المواطنين الصينيين. وأضاف أن الفحوص ستجرى من الثلاثاء إلى السبت. وأدى ذلك إلى تعميق المخاوف من إغلاق العاصمة الصينية، أسوة بشنغهاي، ما ينطوي على تبعات اقتصادية معلومة. وأسفرت تلك المخاوف عن أسوأ أداء (الإثنين) لأسواق المال الآسيوية منذ أكثر من شهر. وانخفضت أسعار الأسهم الصينية إلى مستويات متدنية لم تنحدر إليها منذ نحو سنتين. وعمدت السلطات أمس الأول إلى إغلاق أندية اللياقة البدنية في بكين، والمسارح، والمواقع السياحية. ويجب على سكان بكين الخضوع لثلاثة فحوص حتى السبت القادم. وفي شنغهاي، أعلنت السلطات الصحية أمس (الثلاثاء) تسجيل 52 وفاة إضافية، بعد قيد 51 وفاة الإثنين؛ ليرتفع بذلك العدد الكلي للوفيات في شنغهاي إلى 190 وفاة منذ 17 إبريل الجاري. وبقيت المدارس في بكين مفتوحة أمس. لكن السلطات قالت إن المسرح الوطني في العاصمة سيغلق شهراً. وناشدت السلطات سكان العاصمة عدم مغادرتها، وعدم التجمع؛ خصوصاً أن سكان بكين اعتادوا التجمع بكثافة خلال الفترة من 30 إبريل إلى 4 مايو، للاحتفال بمناسبة يوم العمال. هل يغير «بخاخ اللقاح» مصير الأزمة الصحية ؟ على رغم فعالية لقاحات كوفيد-19 حتى الآن؛ إلا أن خبراء شركات الأدوية يسعون إلى تحسين تلك الفعالية. ويدرسون ما إذا كان ذلك سيتم بمزج جرعات من اللقاحات نفسها، أم من خلال استحداث لقاح يتم رشه في الأنف (بخاخ). ولا يزال الارتباك والغموض سيدي الموقف؛ إذ إن الناس لا يعرفون على وجه التحديد من يستحق الحصول على جرعة تنشيطية ثانية، وإلى متى يتعين على الآخرين الانتظار لمعرفة مصيرهم. وعلى رغم نجاح اللقاحات الراهنة، خصوصاً الجرعة التنشيطية الأولى، في منع تفاقم المرض، وتقليص احتمالات التنويم والوفاة؛ فإن ثمة ضغوطاً متزايدة تطالب بتطوير لقاح أكثر قدرة على منع حدوث الإصابة الخفيفة الوطء، وتوفير خيارات أخرى لمواجهة أية سلالات خطرة قد تظهر في أية لحظة. ويشعر الآباء في الولاياتالمتحدة بقلق شديد لأن أطفالهم الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات لا يزالون بلا تحصين من الفايروس. وأعلنت مسؤولة في شركة موديرنا الدوائية أن الشركة ستتقدم «قريباً جداً» بطلب إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للموافقة على جرعتين صغيرتين للأطفال في ذلك العمر. ولم تعلن شركة فايزر الأمريكية شيئاً عن احتمال تقدمها بطلب لإقرار جرعة تنشطية ثالثة للأطفال، بعدما أثبتت الجرعتان السابقتان أنهما ليستا بالقوة التحصينية الكافية لحماية تلك الفئة من الصغار. ويرى العلماء أنه من الصعب توقع أن تؤدي إبرة اللقاح إلى توليد أجسام مضادة بما فيه الكفاية في الأنف، حيث يبدأ الفايروس رحلته. ولذلك يتجهون إلى ترجيح ضرورة استحداث لقاح يمكن رشه في الأنف مباشرة، لتدمير الفايروس في مستهل رحلة الدمار والموت، بحيث يمكن بهذه الوسيلة منع حدوث الإصابة أصلاً. ويرى العامة أن خيار البخاخ أفضل لقدرته على منع وقوع الإصابة، بدلاً من الخضوع لعدد متزايد من الجرعات التنشيطية، التي يتم حقنها بالإبرة في الذراع. وعلى رغم صعوبة صنع لقاح يتم توصيله من خلال مضخة البخاخ؛ فإن عدداً من تلك البخاخات تخضع للتجربة حالياً. وتقوم بواحدة منها شركة بهارات بيوتك الهندية، التي تستخدم فايروساً بارداً لتوصيل نسخة غير مؤذية من المسامير البروتينية التي يملكها فايروس كورونا الجديد لوضعها على غشاء الأنف. وقال مطور لقاح شركة بهارات الهندية الأستاذ بجامعة واشنطن الدكتور مايكل دياموند إن مشكلة اللقاحات العادية الراهنة أنها لا تستطيع منع وقوع الإصابة. وهي مشكلة لا بد من التغلب عليها.