فيما تتجه أنظار العالم نحو مدينة ماريوبول التي سقطت في أيدي القوات الروسية باستثناء مصنع أزوفستال الذي يتحصن فيه مدنيون ومقاتلون أوكرانيون وتستعد لاقتحامه، دعت كييف إلى هدنة حقيقية في المدينة الواقعة جنوب شرق البلاد. وشدد مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك أمس (الأحد)، على أهمية إعلان «هدنة حقيقية» خلال احتفالات الفصح وفتح ممر إنساني للمدنيين. وقال في تغريدة إن القوات الروسية مستمرة في الهجوم على المدينة، لافتاً إلى تعرض المنطقة لقصف مدفعي وجوي كثيف. ودعا إلى عقد ما وصفها ب«الجولة الخاصة من المفاوضات» مع الجانب الروسي. فيما أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها البالغ من تدهور الأوضاع في المدينة التي ظلت لأسابيع تحت الحصار، داعية إلى تسهيل المرور الآمن للمدنيين. وأفادت في بيان بأن هناك حاجة ماسة للوصول الإنساني فوراً ودون عوائق للسماح بالمرور الآمن لآلاف المدنيين ومئات الجرحى خارج المدينة، بما في ذلك من منطقة مصنع آزوفستال. وتحاصر القوات الروسية ماريوبول وتقصفها منذ الأيام الأولى للحرب ما ألحق الدمار بالمدينة التي كان يقطنها أكثر من 400 ألف شخص. وفي لندن، أفاد تحديث عسكري بريطاني أن القوات الأوكرانية صدت العديد من الهجمات الروسية على طول خط التماس في دونباس خلال الأيام الماضية، لافتاً إلى تراجع الروح المعنوية للروس ما أخّر تقدمهم. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أمس، أنه على الرغم من تحقيق روسيا بعض المكاسب على الأرض، إلا أن «المقاومة الأوكرانية» كانت قوية في جميع المحاور، وكبّدت القوات الروسية خسائر كبيرة. واعتبرت أن «تراجع الروح المعنوية الروسية والوقت المحدود لإعادة تشكيل القوات وتجهيزها وتنظيمها بعد هجمات سابقة أعاق الفاعلية القتالية الروسية على الأرجح». بالتزامن، أعلن الجيش الأوكراني أن القوات الروسية تواصل هجماتها شرقي البلاد. وأفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة بأن الروس أطلقوا النار على مواقع أوكرانية على طول خط التماس في اليوم الستين للحرب. وأكدت أن الجيش الروسي كثف عملياته الهجومية في محاور سيفيرودونيتسك وكوراخيف وبوباسنا. فيما أعلن حاكم منطقة لوغانسك (شرقا)، سيرهي هايداي، أن وابلاً من القصف الروسي طال المنطقة خلال ال24 ساعة الماضية.