مازال صدى المآذن في أذهاننا «صلوا في بيوتكم.. صلوا في بيوتكم» يجعلنا نحمد الله على نعمه وعلى نعمة السعودية وقيادتها وشعبها بعد أن أزاح الله عنا الغمة وأنقذ الأمة. وعندما نعود بالذاكرة لفترة أثرت على الجميع بشكل أو آخر سواء أسريا أو صحيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا، نترحم فيها على أولئك الراحلين جرّاء أزمة كورونا التي أثبتت أننا في كنف ملك رحيم يتعامل مع شعبه بكل أبوّة وشفافية وصراحة فمنذ أن بدأت تلك المرحلة خرج سيدي خادم الحرمين الشريفين في كلمة متلفزة وجهها للشعب السعودي مبينا حجم الخطر الذي يحدق بالإنسانية جمعاء في كافة أرجاء العالم، وأعرب من خلالها عن فخره بالقطاعات الحكومية العاملة في مكافحة تلك الجائحة مقدّما الدعم الأبوي والمحفز اللازم لأبناء شعبه الأوفياء وما عقبها من إجراءات احترازية وقرارات صارمة وجريئة لم تشهدها السعودية من قبل من أجل سلامة المواطن السعودي والمقيم على حد سواء. كما قدمت حكومته بمتابعة سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي وجه «أن الإنسان أولا». صورا مميزة لتقديم الغالي والنفيس ودعمت القطاع الصحي والقطاع الخاص والمصارف وغيرها من القطاعات في رسالة واضحة للعالم وللمدعين بحقوق الإنسان بأن رسالة الإنسانية والوسطية الإسلامية السمحة منبعها السعودية العظمى. ثم إن تلك الأزمة وذلك المحك ظهر فيه معدن المواطن السعودي الذي يحمل في عنقه البيعة لولي أمره والولاء والحب والارتباط مع قيادته الرشيدة في دولة العز والنماء وموطن الخير والعطاء قبلة المسلمين وأرض الحرمين الشريفين، وقد سطّر ومازال يسطّر أروع صور العطاء والتضحيات في سبيل الوطن.. ففي الحد الجنوبي هناك أبطال أشاوس يسجلون في صفحات التأريخ صفحات نادرة ومميزة من التضحية للدفاع عن حياض الوطن ومقدساته ومكتسباته فلهم منا خالص الدعاء بالتمكين والثبات، وفي تلك المرحلة شاهدنا صورا أخرى لأبناء السعودية ومواطنيها البررة للإيثار وبذل النفس يقوم بها أبناء الصحة وأبطالها بقيادة وزيرهم البطل آنذاك توفيق الربيعة، وفي كل شبر من وطننا الغالي تجد سمعا وطاعة من المواطنين لأوامر قيادتهم الحكيمة، وعندما أتحدث عن صور البر التي يقدمها المواطن السعودي لدولته أتذكر دور زملائي المعلمين أبطال التعليم بقيادة معالي د. حمد آل الشيخ وكيف استطاعوا تقليص الفجوة من خلال تقديم التعلم عن بُعد، وفي التجارة حملات ومداهمات لحماية المستهلك من جشع التجار والمغالطات يقوم بها أبطال التجارة بقيادة معالي د. ماجد القصبي الذي يجمع مع وزارته وزارة الإعلام التي ما فتئت تقدم عملا مميزا لمتابعة ذلك الوباء وهذه على سبيل المثال لا الحصر. صحيح أنها ذكرى مؤلمة وحكاية عايشناها بخوف وقلق إلا أنها أصبحت الآن مفخرة لكل مواطن سعودي وفيّ.