عندما عاد رمضان، عادت لنا الروح عندما فُتِحَت لنا أبواب الجنان، فقد فُتِحت لنا الفتوح عندما صُفِدّت مردة الجان، وهدأت الروح بانزواء كل شيطان، وشفيت الجروح عندما عالجناها بالقرآن، وطاب لنا البَوح عندما رفعنا أيدينا للرحيم الرحمن، وأزهر أمامنا كل دَوح تعطرت زواياه بالذكر والإحسان. فما أجمله من شهر ليس كباقي الشهور، وما أعظمه من خير عندما تُضَاعَفُ به الأجور، وما أكرمه من جبر عندما تُملأ بالحسنات السطور، وما أعذبه من نهر عندما ننهل منه الفضل بلا فتور، وما أروعه من صبر عندما يجازى عليه كل صبور، وما أكمله من ستر عندما تحيط بنا الملائكة، وتكون حاضرة ضمن الحضور. فمن حُرِمَه فقد حُرِم، ومن أضاعه فقد خسر، ومن قضاه بِلَهوٍ ونومٍ فقد تملّكه شيطانه ولعقله ولقلبه أَسِر. اللهم لا تجعلنا فيه من الخاسرين، ولا على ضياعه من المُتَحسّرين، وأكرمنا فيه بعفوك ورحمتك، واجعلنا ضمن المبشرين، بجنة عرضها كعرض السماء والأرض أُُعِدَّت للمتقين، وأعده علينا أعواما عديدة وأزمنة وسنين، وارحم من لم يدركه من أهلنا وجميع موتى المسلمين.