أكد وكيل وزارة البيئة الدكتور أسامة فقيها أن رؤية 2030 أولت حماية البيئة عناية كبيرة بدعم لا محدود من القيادة من خلال إنشاء وزارة متخصصة في البيئة هي الأولى في تاريخ السعودية وإعداد إستراتيجية وطنية للبيئة تضمنت تقييم كافة النطاقات البيئية سواءً الغطاء النباتي والتصحر والحياة الفطرية والتنوع الإحيائي، والبيئة البحرية وإدارة النفايات. وقال في حوار مع «عكاظ» إن الاستمطار في المملكة يمضي إلى جانبين، الأول: الحد من التصحر، وتنمية موارد المياه، ويستهدف زيادة معدل الهطول بنسبة تصل إلى 20 % عن المعدل الحالي الذي لا يتجاوز 100 ملم سنوياً، لأن المملكة تعتبر من أكثر بلدان العالم جفافاً، ولا تحتوي على مسطحات مائية دائمة من أنهار وبحيرات. الركائز الثلاث • لماذا يعد الاهتمام بالبيئة بشكل عام مرتكزاً رئيسياً ومحوراً مهماً في تحقيق التنمية المستدامة؟ •• الاهتمام بالبيئة مرتكز أساسي للتنمية المستدامة؛ لأن كل المجتمعات البشرية تعيش في البيئة، وتعتمد على المواد الطبيعية التي توفرها البيئة من تربة ومياه وهواء وثروات سمكية وغيرها، والنشاط البشري يؤثر في البيئة، والتأثير زاد في الفترة الأخيرة مع التطور الصناعي والنمو السكاني في العالم كله، وبما أن النشاطات البشرية تؤثر في البيئة ومواردها فمن المهم العمل على قدم وساق في حماية البيئة، وهو ما يسمى عالميًا أهداف التنمية المستدامة، وهذه لها 3 ركائز: التنمية الاقتصادية، التنمية الاجتماعية، وحماية البيئة، فلا يمكن أن تكون هناك تنمية مستدامة دون وجود هذه الركائز الثلاثالممكنات النظامية • حدثنا عن أبرز الجهود الوطنية المبذولة التي ساهمت في حماية البيئة والتنمية المستدامة؟ •• رؤية 2030 أولت حماية البيئة عناية كبيرة بدعم لا محدود من القيادة، وذلك من خلال إنشاء وزارة متخصصة في البيئة هي الأولى في تاريخ المملكة، بالإضافة إلى الجهات ذات العلاقة، بعد ذلك إعداد الوزارة إستراتيجية وطنية شاملة للبيئة تضمنت تقييماً شاملاً لكافة النطاقات البيئية سواء الغطاء النباتي والتصحر والحياة الفطرية والتنوع الإحيائي، البيئة البحرية، وإدارة النفايات، بالإضافة إلى وجود الهياكل التنظيمية الموجودة، وحددت الإستراتيجية التحديات والحلول، وقد خرج عنها 3 مخرجات الحاجة إلى ضرورة إعادة هيكلة القطاع، وإنشاء إطار مؤسسي جديد، والحاجة إلى توفير الممكنات النظامية، من خلال تحديث الأنظمة وتوحيدها، والحاجة إلى الاستدامة المالية للقطاع، ففيما يتعلق بإعادة هيكلة القطاع، هذه تمت من خلال إنشاء إطار مؤسسي جديد تضمن إنشاء 5 مراكز بيئية وطنية كل مركز تم تكليفه بوظيفة وطنية، وقد استهدفت تعزيز الامتثال البيئي، ورصد التلوث، ومكافحة التصحر ودعم التنوع المناخي، وحماية الحياة الفطرية، وتعزيز إعادة تدوير جميع النفايات ما عدا النووية، وتوفير خدمات الأرصاد الجوية والدراسات المناخية، وإنشاء صندوق بيئي وطني، والقوات الخاصة بالأمن البيئي التابعة لوزارة الداخلية، كما تضمنت الإستراتيجية 64 مبادرة بميزانية إجمالية تجاوزت 50 مليار ريال حتى عام 2030، شاملة جميع جوانب المجالات البيئية. البيئة والمناهج • ما دوركم كوزارة في دعم وتنمية الوعي المجتمعي؟ •• اهتمت الإستراتيجية الوطنية للبيئة بموضوع التوعية البيئية بإنشاء إدارة عامة مختصة بالتوعية البيئية، كما وافق مجلس الوزراء على مقترح الوزارة بتخصيص أسبوع للبيئة يبدأ في فصل الربيع من كل عام، يكون التركيز فيها بشكل عام على تعزيز الجانب التوعوي والمشاركة المجتمعية في حماية البيئة، كما نعمل حاليًا في الوزارة مع وزارة التعليم على تضمين مبادئ حماية البيئة في المقررات الدراسية والنشاطات اللاصفية، وفي مجال الأرصاد تم زيادة محطات الرصد الجوي، كما تم تحسين نماذج التوقعات ورفع درجة دقتها، وتوسيع التغطية والاستعانة بأحدث التقنيات في مجال الرصد الجوي، كما تم إنشاء مركز دراسات التغير المناخي. الاستمطار والتصحر • ما الدور المنوط لعملية الاستمطار في القيام بدوره في حماية البيئة؟ •• موضوع الاستمطار له جانبان الأول: الحد من التصحر، والثاني تنمية موارد المياه، وكما تعلمون فهو برنامج وافق عليه مجلس الوزراء، ويستهدف زيادة معدل الهطول المطري بنسبة تصل إلى 20 % عن المعدل الحالي الذي لا يتجاوز 100 ملم سنوياً، لأن المملكة تعتبر من أكثر بلدان العالم جفافاً، ولا تحتوي على مسطحات مائية دائمة من أنهار وبحيرات. المبادرات الخضراء • حدثنا عن المبادرات الرائدة ودورها في تعزيز وحماية التنوع البيئي والإحيائي، ومكافحة التغير المناخي، وتقليل انبعاثات الكربون؟ •• توجت المبادرات البيئية الرائدة جهود السعودية في المجال البيئي بعدد من المبادرات التي اعتمدها ولي العهد ومنها مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وتعد مبادرة السعودية الخضراء مبادرة تاريخية تتضمن مستهدفات طموحة وكبيرة، ولها 3 ركائز رئيسية، أولها تنمية الغطاء النباتي وقد تم الإعلان عن زراعة 10 مليارات شجرة في هذا الخصوص، أي ما يوازي مساحة 40 مليون هكتار، وثانيها محور تنمية الحياة الفطرية وقد تم الإعلان عن 30 % من مناطق المملكة مناطق محمية بحلول عام 2030، وأود أن أنوه بأن المساحة العالمية من كل دولة هي 17%، وهناك مفاوضات عالمية لرفع هذه النسبة إلى 30%، لذا فالمملكة استبقت العالم في هذه النسبة التي قد تعتمد قريبا، وكانت النسبة مع بداية عمل الوزارة لا تتعدى 4.3%، لكن مع جهود القيادة وصلت حاليا إلى أكثر من 16%، أما المحور الثالث فهو خفض الكربون وتوفير الطاقة النظيفة. 2000 نوع نباتي • هل سيتم توزيع مخرجات ومنجزات مبادرة السعودية الخضراء على المناطق بالتساوي؟ •• هناك منهجيات علمية في هذا الموضوع، فالمستهدف طموح والعمل قائم حسب المنهجيات العلمية والممارسات الدولية والعالمية، وأول هذه الأسس هي الاستدامة البيئية، وهذا يتطلب استخدام أنواع نباتية محلية، والمملكة بها أكثر من 2000 نوع نباتي، كلها تتكيف مع مناخ المملكة بحيث لا تحتاج إلى استهلاك مياه كثير، كما أنها تتكيف مع الحرارة، والمملكة لا ترغب في تحقيق المستهدف على حساب مصادر المياه المتجددة مثل الأمطار والمياه المعالجة ومياه البحر، ولهذا سيكون موضوع التوزيع في المناطق على 4 مسارات، فهناك تشجير في المسار البيئي، وهذا سيكون في مناطق الغابات الجبلية مناطق الأودية والمناطق الساحلية، وهذه مرتبطة بالمزايا النسبية لكل موقع وأنواع الأشجار السائدة فيه، وهناك التشجير الزراعي التي تنتج محاصيل وتساهم في خفض نسب الكربون وتساهم في دعم الأمن الغذائي وتنمية المناطق الريفية، أما المسار الثالث فيتعلق بالتشجير داخل النطاق العمراني أو ما يسمى بالتشجير الحضري مثل الرياض الخضراء وتطوير الحدائق والميادين وغيرها، وهذه مهمة هيئات التطوير بالمناطق والبلديات والأمانات، والمسار الرابع هو التشجير على الطرق السريعة، وهذا تتولاه وزارة النقل، ومما سبق يعني أن التوزيع يتم وفق أسس وتخطيط علمي مدروس تقوم به عدة جهات كل في مساره.