أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على ضرورة احترام سيادة بلاده من مختلف الجهات. جاء ذلك خلال زيارة أجراها إلى أربيل اليوم (الاثنين) برفقة وزيري الدفاع والداخلية، حيث التقى عدداً من المسؤولين، بينهم رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس الوزراء مسرور بارزاني.وجرى خلال اللقاء بحث مجمل الأوضاع في البلاد، وأهم تداعيات القصف الصاروخي الذي استهدف أربيل، حيث تم التأكيد على رفض الاعتداء الذي تسبّب بترويع المدنيين. الكاظمي على الترابط بين بغداد وإربيل، قائلاً: "بغداد حاضرة هنا في أربيل، كما أن أربيل حاضرة في بغداد"، مؤكداً على ضرورة احترام سيادة العراق من مختلف الجهات.وأوضح أنه أبلغ الجهات المعنية رسمياً بالأمر عبر الطرق الدبلوماسية، في إشارة إلى استدعاء السفير الإيراني. وطالب بضرورة اعتماد الأدلة وليس الاكتفاء بالشكوك من أجل إطلاق الاتهامات.ودعا القوى السياسية العراقية إلى توحيد الكلمة إزاء سيادة البلاد، لكي يكون ما حصل حافزاً لحل الإشكالات وتوحيد الصف أمام التحديات التي تواجه البلاد. و تفقد الكاظمي الموقع الذي طاله الاعتداء الصاروخي، والتقى بالأهالي. كما تفقد قناة كردستان 24 الفضائية، التي تعرضت هي الأخرى لأضرار بسبب القصف الصاروخي. ولم يجد عملاء طهران حرجا في الدفاع عن الهجوم الإرهابي الإيراني على مواقع مدنية في أربيل، وتجاوزت وقاحة «حزب الله» العراقي كل الحدود عندما طالب بالمزيد من الضربات ضد ما يفترض أنها بلاده، منتقدا الأصوات المنددة بالاستهداف الصاروخي لعاصمة إقليم كردستان الذي أثار غضبا محليا ودوليا، واعتبرته الحكومة العراقية انتهاكا للسيادة. وردد الحزب «الولائي» مجددا مزاعم إيرانية بشأن استهداف مواقع استخباراتية إسرائيلية في كردستان، وهو ما نفته حكومة الإقليم، مؤكدة أنها مزاعم وأنه لا توجد مقار لاستخبارات أجنبية على أراضيها. وهكذا بات اللعب على المكشوف وانضمت ضمنيا إلى «حزب الله» مليشيات ولائية سواء من المنخرطة في قوى «الإطار التنسيقي» أو تلك التي تعمل منفردة لصالح إيران. وعلمت «عكاظ» من مصادر عراقية أن المليشيا الموالية لطهران كانت على علم مسبق بسقوط صواريخ باليستية على أربيل، ولفتت المصادر إلى أن الهجوم الصاروخي حظي بتأييد «الإطار التنسيقي» الذي تماهت تصريحات جهات مقربة منه مع خطابات إيرانية زعمت أن الهجوم كان موجها ضد مصالح إسرائيلية في كردستان. وقالت المصادر إن إيران أبلغت فصائل وأطرافا سياسية قريبة منها بموعد الهجوم. ورأت مصادر عراقية أن الهجوم يبدو موجها ضد شركاء الصدر لصالح ضم «الإطار التنسيقي» إلى العملية السياسية، إلا أنه بعد بيان الحرس الثوري الذي تبنى الهجوم وجدت أطراف الحشد الشعبي و«التنسيق» نفسها في حرج، خصوصا أن تلك الأطراف كانت تدعو الحكومة لمواجهة القصف التركي في المناطق الشمالية. وأعلنت بعض الفصائل تبنيها هجمات على معسكر «زيلكان» التركي في شمال الموصل، كما هددت فصائل أخرى بتوسيع الهجمات ضد أنقرة. وبحث رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي برفقة وفد وزاري وأمني كبير في أربيل اليوم (الإثنين) تداعيات القصف الصاروخي الإيراني. وشدد على عدم السماح بتحول بلاده إلى ساحة لتصفية الحسابات الخارجية. وقال في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (الأحد)، إن الحكومة ماضية في اتخاذ إجراءات لتحصين سيادة الدولة ضد أي اعتداءات.