بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فإن الاعتراف الروسي ب«دونيتسك ولوغانسك» يحمل أبعاداً ذات مغزى لأن الحدود التي يطالب بها قادة المنطقتين الانفصاليتين تمتد إلى ما وراء الأراضي التي يسيطرون عليها الآن وتصل إلى مناطق داخل أوكرانيا. مسؤولون أوكرانيون يحذرون من أن اعتراف موسكو يفتح الباب للقادة الانفصاليين بطلب المساعدة العسكرية من روسيا ما يسهل الطريق أمام هجوم عسكري واسع في قادم الأيام، انطلاقاً من منطقة دونباس شرق أوكرانيا التي كانت نقطة مشتعلة في الأزمة المتفاقمة بينهما. ولا شك أن الإجراء الروسي يعد تصعيداً كبيراً يشير إلى نهاية اتفاق مينسك الذي استمر7 سنوات، ويُنظر إليه على أنه قد يمنح الزعيم الروسي ذريعة لغزو أوكرانيا. يذكر أنه جرى اقتطاع جيوب دونيتسك ولوغانسك من أوكرانيا بعد اندلاع القتال في عام 2014 . ويعيش في دونيتسك 2.3 مليون ، و1.5 مليون شخص في لوغانسك، وكثير من السكان الكبار في هذه المناطق يتحدثون بالروسية. وأضر العنف والانقسام والانكماش الاقتصادي بالمنطقة ما دفع أكثر من مليوني شخص إلى الفرار، فيما قتل نحو 14 ألف شخص بسبب الصراع. واستولى الانفصاليون المدعومون من موسكو على المنطقتين الصناعيتين الشرقيتين دونيتسك ولوغانسك على الحدود الروسية، وسيطروا على المباني الحكومية وأعلنوا «جمهوريات قومية» جديدة. ثم تصاعدت الأزمة وأجرى الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك ولوغانسك استفتاء لإعلان الاستقلال عن أوكرانيا. واتهمت كييف والغرب روسيا بدعم المتمردين بالقوات والأسلحة. وفي عام 2015، اتفقت روسياوأوكرانيا على اتفاق مينسك للسلام بوساطة فرنسا وألمانيا لإنهاء الصراع بين كييف والانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة دونباس المتنازع عليها. وبموجب الاتفاقية ستمنح أوكرانيا المنطقتين وضعاً خاصاً وحكماً ذاتياً كبيراً مقابل استعادة السيطرة على حدودها مع روسيا. وأعربت الولاياتالمتحدة وحلفاء آخرون عن دعمهم للاتفاق، لكنهم دعوا جميع الأطراف إلى الوفاء بالصفقة، وأصدرت موسكو 800 ألف جواز سفر روسي في المناطق الانفصالية.