هو يوم تاريخي عظيم استثنائي بكل المقاييس في حياة أمتنا العربية والإسلامية يفتخر به كل عربي ومسلم، حدثان عظيمان في تاريخ السعودية، إنه ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل نحو 3 قرون، مع تولي الإمام المؤسس محمد بن سعود حكم الدرعية في 22 فبراير (منتصف عام 1139ه - 1727). لكن ذكرى التوحيد الذي هو اليوم الوطني في 23 سبتمبر من كل عام، وهو اليوم الذي أعلن فيه الملك الموحد عبدالعزيز آل سعود توحيد البلاد تحت اسم «المملكة العربية السعودية» في شهر جمادى الأولى عام 1351ه الموافق 23 سبتمبر 1932، أي قبل نحو 9 عقود، بعد جهود استمرت نحو 3 عقود من بداية تأسيسه للدولة السعودية الثالثة عام 1902. يرتبط الحدثان بشخصيتين تاريخيتين هما الإمام المؤسس محمد بن سعود والملك الموحد عبدالعزيز آل سعود، اللذان جاءا في وقت كانت تشهد شبه الجزيرة العربية فوضى سياسية وفرقة وتشتتا، أنقذ كل منهما البلاد في عصره من الفوضى إلى الاستقرار، ومن التشتت إلى الوحدة، ليؤسسا دولة دستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. إن ذكرى التأسيس هذا العام تأتي والمملكة في أوج ازدهارها وعطائها في شتى المجالات المختلفة رافعة لواء التوحيد ومدافعة عن حياضه وكاسرة شوكة كل من توسوس له نفسه النيل من عقيدة ووحدة هذه الأمة، واقفة بشموخ بجانب الشعوب المظلومة والمقهورة مدافعة عن الأمة التي تمر بمخاض عسير وتتعرض لهجمات شرسة ومؤامرات دنيئة تقوض مقوماتها وتحاول تشويه صورة دينها السمح وإجهاض مشروعها الحضاري رافعة راية السلام والحب والوئام. فحق علينا في هذا العرس الوطني العربي البهيج أن نرفع رؤوسنا وهاماتِنا عالياً لتسامق الجوزاء وذرى السحاب وعنان السماء نرفعها والفخرُ يملؤنا، والتيهُ والعزُّ يغمرنا والإباء والسموُّ يشملنا. وكيفَ لا يعترينا هذا الإحساس الرائع، وقد نمت نفوس الأمة العربية والإسلامية على تربة هذه البقاع الطاهرة التي يغبطنا عليها الجميع لما شرفها الله به وعلى نعمة الرفاه والأمن والأمان التي قلّما نجدها في دول العالم قاطبةً ونعمة التسامح والتعايش بينَ جميع أفراد المجتمع مواطنين ومغتربين من كل الجاليات رغم اختلاف جنسياتهم وتفاوت مشاربهم. وانتهزها فرصة لأتقدم من خلالها بأحر التهاني وعظيم التبريكات لقيادة المملكة الحكيمة بقيادة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان وللشعب السعودي الشقيق، سائلا الله تعالى أن يديم للمملكة عزها ومجدها وأمنها واستقرارها. * مستشار وزير الإعلام اليمني