«خطر تمكن إدارته»... «المرحلة الجديدة من كوفيد»... «مرض متوطن محلياً»... كلها أسماء «تدليل» للتعامل مع كوفيد-19، بعدما حار القادة السياسيون في الغرب في شأن كيفية التعامل معه، وهو يسرح ويمرح منذ أكثر من سنتين؛ مدمراً الأسس الاقتصادية، والمجتمعات، وموازنات الدول والحكومات. وهكذا قررت تلك القيادات إلقاء قفاز التحدي للوباء العالمي، بالتعايش معه غصباً عنه! وتلك هي حال كبرى الولاياتالأمريكية كاليفورنيا، التي قررت اعتباره «خطراً تمكن إدارته»، أو دول أخرى قررت تصنيفه باعتباره مرضاً متوطناً، وليس وباء عالمياً. وهي أيضاً حال بلدان قررت «التعايش» معه، ومنها بريطانيا، التي سيعلن رئيس وزرائها المحافظ بوريس جونسون غداً (الإثنين) إلغاء جميع ما بقي من الإجراءات الوقائية الهادفة لكبح الوباء. وهو اتجاه قوبل باستنكار شديد من قبل عدد من العلماء الذين يرون أن المقامرة بخطوات من هذا القبيل تعني الزعم بانتهاء الوباء. وقال اتحاد أطباء بريطانيا أمس، في بيان، إن القرارات التي سيعلنها جونسون الإثنين لا تستند إلى أي دليل علمي. وكشفت ورقة بحثية للجنة العلمية التي تقدم المشورة للحكومة البريطانية أن ما يشاع عن الطبيعة «الحميدة» لسلالة أوميكرون المتحورة وراثياً ليست سوى مفهوم خاطئ يزعم بأن الفايروسات تتحور وتتطور لتصبح أضعف قدرة من سلالتها الأصلية. وحذرت من أن هناك «إمكانية واقعية» لظهور سلالة متحورة يمكن أن تكون بمستوى الفتك الذي اتسمت به بقية سلالات فايروس كورونا التي استهدفت البشر. وأضافت الورقة أن التحورات الوراثية في سلالات الفايروس واردة بشكل خاص أثناء تفشيه المتسارع. وسارعت الصحف المؤيدة لجونسون إلى وصف علماء اللجنة الاستشارية بأنهم «سادة التخويف». ودليلهم القوي هو استمرار هبوط عدد الإصابات الجديدة في بريطانيا، وعدد الوفيات، وعدد المنومين في المشافي. وانضم إلى قائمة الرافضين لما سيقوم به جونسون مسؤولو الخدمة الصحية الوطنية، الذين رأوا أن الوقت لم يحن بعد للتخلي عن كل التدابير الصحية. وأعلنت سلطات ولاية كاليفورنيا - كبرى ولايات أمريكا من حيث الكثافة السكانية - أمس الأول أنها تعتزم التعامل مع كوفيد باعتباره «خطراً تمكن إدارته، لأنه باقٍ معنا لبعض الوقت إذا لم يكن ذلك البقاء أبدياً». وقال حاكم الولاية الجمهوري غافين نيوسوم: مكتوب علينا أن نتعايش مع كوفيد. وأعلنت ولايات أمريكية عدة أنها ستلغي إلزامية ارتداء قناع الوجه (الكمامة)، بما في ذلك المدارس ووسائل النقل العام. ولكن هل تؤيد الأرقام والعلم ذلك؟ أقرت منظمة الصحة العالمية أمس الأول بأن عدد الحالات الجديدة لسلالة أوميكرون انخفض بنسبة 19% خلال الأسبوع 7 - 13 فبراير الجاري. لكنها حذرت من أن السلالة المتفرعة من أوميكرون، وتسمى BA.2 أكثر قدرة من أوميكرون على التفشي السريع، وأنها آخذة في الهيمنة على المشهد الصحي في عدد من الدول، منها الصين، والهند، وباكستان، وبنغلاديش، والفلبين، والدنمارك. وكانت الدنمارك أول دولة أعلنت أن عدد إصاباتها بسلالة BA.2 فاق عدد إصاباتها بأوميكرون. وحذرت المنظمة أمس الأول من أن الإصابات ب BA.2 أضحت تمثل واحدة من كل خمس إصابات جديدة في أنحاء العالم. وعلاوة على ذلك فإن أوميكرون التي بدأت تنحسر إصاباتها الجديدة في الغرب لا تزال سريعة التفشي في منطقة غرب المحيط الهادي والجزر الباسيفيكية وأقطار شرق آسيا، حيث ارتفع عدد الحالات الجديدة بنسبة 19% خلال الفترة نفسها. 2.000.000 يومياً... معدل تفشي أوميكرون لا تزال سلالة أوميكرون تتفشى بمعدل مليوني إصابة جديدة يومياً (1.96 مليون الخميس، و1.92 مليون الجمعة). واحتلت ألمانيا صدارة البؤس الصحي ليومين على التوالي، بتسجيل 215159 إصابة الخميس، و182762 الجمعة. وجاءت روسيا تالية ب 180071 إصابة الخميس، و179147 الجمعة. وارتقت كوريا الجنوبية إلى مستوى 109828 إصابة جديدة الجمعة. وارتفع العدد التراكمي لإصابات دول عدة أمس، منها أمريكا (88 مليوناً)، والبرازيل (28 مليوناً)، وفرنسا (22 مليوناً)، وروسيا (15 مليوناً)، وهولندا (6 ملايين)، وإندونيسيا (5 ملايين)، وأستراليا (3 ملايين). وارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم منذ بدء نازلة كورونا إلى 422.50 مليون إصابة ظهيرة السبت. كما ارتفع عدد وفيات العالم بالوباء أمس إلى 5.89 مليون وفاة. ولا تزال اليابان تعاني ارتفعاً مطرداً في عدد الحالات الجديدة، الذي بلغ الخميس 95603 إصابات، والجمعة 92939 إصابة. وشهدت أمريكاوبريطانيا انخفاضاً متوالياً في عدد إصابتهما الجديدة؛ إذ سجلت أمريكا الجمعة 107962 حالة جديدة، رافقتها 2247 وفاة إضافية؛ فيما سجلت بريطانيا الجمعة 47685 حالة جديدة، رافقتها 158 وفاة إضافية.