ما زالت أزمة ميانمار تؤرق دول رابطة الآسيان وتواجه تحديا من القائد العسكري في ميانمار مين أونغ هلاينغ منذ توليه السلطة في انقلاب عسكري في الأول من فبراير العام الماضي الذي لم يلتزم أو يبدي تعاوناً في تنفيذ خارطة طريق الآسيان لحل الأزمة التي تسببها جنرالات جيش ميانمار وتتضمن 5 بنود منها: الوقف الفوري للعنف، وتعيين مبعوث خاص من الآسيان لمتابعة الأزمة واللقاء بالرئيسة المعزولة أونغ سان سو تشي، وتقديم المساعدة الإنسانية. ميانمار تؤرق جيرانها في المنطقة.. وإيران تقتات على أزمات «الآسيان» تجددت أزمة ميانمار في القمم والاجتماعات التي تعقدها الدول الأعضاء في الرابطة وألقت بظلالها في الاجتماع الذي يعقده وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» الذي بدأ الخميس 17 فبراير في بنوم بنه عاصمة كمبوديا وهو أول اجتماع ينعقد حضوريا منذ بدء الجائحة. إذ كان قد تم تأجيل اجتماع وزراء خارجية الآسيان، الذي كان مقررا في منتصف يناير، بعد أن أعرب العديد من الوزراء عن «صعوبات» في الحضور. لكن مصادر كشفت أن التأجيل كان بسبب الخلافات حول ميانمار، حيث تشكل الخلافات في المواقف السياسية والدبلوماسية في الدول الأعضاء تحديات أمام الآسيان في حل قضية ميانمار. وشهد الاجتماع الذي ترأسه وزير الخارجية الكمبودي براك سوخون - حضوراً شخصياً لوزراء خارجية إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة ولاوس، بينما شارك وزراء خارجية بروناي وتايلاند وفيتنام في الاجتماع عبر تقنية الفيديو. وبحث في هذا الاجتماع مساعدة ميانمار في التغلب على هذه الأوقات العصيبة ومواصلة الدعم لتنفيذ اتفاق الآسيان لحل أزمة ميانمار داعين المجلس العسكري في ميانمار من اتخاذ خطوات ملموسة لتنفيذ آلية الاتفاق، داعين إلى تعاون أقوى داخل الآسيان ومؤكدين أن لدى الآسيان قضايا مهمة أخرى يجب مناقشتها، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية المتزايدة والحاجة الملحة للتعافي من وباء (كوفيد-19) والتعافي الاقتصادي والعلاقات مع شركاء الحوار والحفاظ على الدور المحوري للآسيان ووحدتها، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. من جانب آخر ذكرت صحيفة «آسيا تايمز» عن هبوط طائرة إيرانية في عاصمة ميانمار نايبيداو يوم الأربعاء 16 فبراير واحتمال نقل أسلحة عسكرية إلى هذا البلد. وحسب مصادر الصحيفة أن الطائرة الإيرانية ستقدم عدداً من الطائرات المسيّرة والأسلحة الكيماوية إلى الحكومة العسكرية في ميانمار. وكان قد صرح عدد من الدبلوماسيين الأجانب في جنوب شرق آسيا أن وفدا إيرانيا قد زار ميانمار في يناير، وربما كانت الزيارة الثانية أو الثالثة لمسؤولين إيرانيين منذ الانقلاب العسكري، محذرين من دور إيران المشبوه في ميانمار لتعميق الأزمة ونشر الفوضى.