كشف ل«عكاظ» أستاذ واستشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، أنه لا علاقة بين تناول السكريات ونشأة مرض السكري «النمط الثاني»، ولكن الإكثار من تناولها يزيد نسبة الشحوم الموجودة في الجسم، وهذه النسبة تقلل فاعلية الإنسولين المفرز من البنكرياس. وأضاف أن السبب وراء السكري «النمط الثاني» هو اكتساب الوزن الزائد الذي يصل إلى حد السمنة ومع مرور الزمن تتهيأ عوامل الإصابة بالسكري «النمط الثاني» غير المعتمد على الإنسولين، وبالطبع فإن عوامل خطورة السمنة تتمثل في اتباع بعض العادات الغذائية الخاطئة، منها الإكثار من تناول أطعمة الدهون التي منها الوجبات السريعة والأطعمة التي لا تحتوي على أي قيمة غذائية، والإكثار من تناول المشروبات الغازية، وما يترتب عليها من زيادة السعرات الحرارية، وعدم ممارسة أي نشاط رياضي، والاستمرار على الحياة الخمولية، ما يساعد على اختزان الدهون في الجسم، ومع مرور الأيام يصبح الفرد مثقلًا بوزنه مما يزيد من فرص داء السكري النوع الثاني. ودعا إلى ضرورة علاج الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة، مشيرا إلى أن هناك 5 مراحل علاجية لسمنة الأطفال وهي: أولاً: العلاج الغذائي، فمن المهم تحديد كمية السعرات الحرارية من قبل أخصائي التغذية، وينصح الطفل بتناول الطعام بقطع صغيرة، وتجنّب الأكل السريع، والاعتماد على الحمية الغذائية الصحية المتوازنة، الغنية بالعناصر المختلفة، مثل: البروتينات، والفيتامينات، والمعادن، التقليل من العصيرات والمشروبات المحلاة، الحد من الوجبات السريعة، الامتناع عن تناول الطعام أمام التلفاز أو الحاسوب الآلي أو شاشة ألعاب الفيديو. ثانيًا: النشاط البدني يعتبر جزءاً مهماً للمحافظة على الوزن الطبيعي، خصوصا لدى الأطفال إذ يساعد على حرق السعرات الحرارية الزائدة، وله أهمية في تقوية العظام والعضلات، ويساعد الأطفال على النوم الجيد ليلاً والنشاط نهاراً. ثالثًا: العلاج السلوكي، إذ يجب أن تشارك الأم والأسرة في العلاج السلوكي للأطفال واليافعين، لتشجيعهم على إنقاص الوزن، وأن يكون الآباء والأمهات قدوات حسنة لهم في اتباع نمط الحياة الصحي من نشاط رياضي وغذاء مفيد ومتكامل. رابعًا: العلاج الدوائي، قد يصف الطبيب بعض العقاقير العلاجية ضمن خطة العلاج الشامل، وخصوصاً لمن لم يتمكنوا من إنقاص الوزن بالرغم من العلاج الغذائي والسلوكي والنشاط البدني، أو ظهرت بعض المضاعفات الناتجة عن البدانة مثل مقاومة الإنسولين، أو السكري من النوع الثاني، أو ارتفاع ضغط الدم، أو تشحم الكبد، أو ارتفاع الكوليسترول، أو تكيس المبايض لدى الإناث. خامسًا: العلاج الجراحي، فجراحة إنقاص الوزن قد تكون الخيار والحل الأمثل لليافعين والبالغين الذين يعانون من البدانة المفرطة، ولم يتمكنوا من إنقاص الوزن بالعلاج الغذائي والسلوكي والنشاط البدني، وكان وزنهم يشكل تهديداً لصحتهم. ونصح البروفيسور الآغا الأطفال والكبار غير المصابين بالسكري بتجنب الأكل غير الصحي الذي لا يمثل أي قيمة غذائية، والحرص على ممارسة الرياضة، والحد من تناول الوجبات السريعة، واستبدال المشروبات الغازية بالعصائر الطازجة غير المحلاة، والحرص على النوم الصحي، والحد من مشروبات الكافيين كالقهوة والشاي، تقنين استخدام الأجهزة الالكترونية، أما المصابون بالسكري فعليهم التقيد بالارشادات الصحية التي وجهت لهم من الأطباء سواء ما يتعلق بالأغذية الصحية أو ممارسة الرياضة لتفادي زيادة الوزن والسمنة، وقياس نسبة سكر الدم عدة مرات في اليوم، فكل هذه الأمور تساعد في ضبط نسبة سكر الدم، والابتعاد عن العوامل المسببة للتوتر والقلق.