أكد ل«عكاظ» أستاذ واستشاري الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، أن العلاج السلوكي يعتبر من أهم أساسيات مواجهة البدانة عند الأطفال اليافعين، إذ يجب أن تشارك الأسرة في العلاج السلوكي للأطفال واليافعين لتشجيعهم على إنقاص الوزن. وطالب بأن يكون الآباء والأمهات قدوات حسنة لأبنائهم الأطفال واليافعين في اتباع نمط الحياة الصحي من نشاط رياضي وغذاء مفيد ومتكامل، إضافة إلى تجنب توبيخهم وعقابهم بسبب البدانة، فهما لا يفيدان في اتباع أنماط صحية، بل يزيدان حجم المشكلة، كما يجب متابعة أخصائي سلوكيات أو أخصائي نفسي إذا كان الطفل يعاني من الضعف النفسي أو الاكتئاب بسبب الوزن الزائد. وقال البروفيسور الآغا: بجانب العلاج السلوكي، فإن خطة مواجهة بدانة الأطفال تشمل العلاج الغذائي من خلال تحديد كمية السعرات الحرارية من قبل أخصّائي التغذية، والاعتماد على الحمية الغذائية الصحية المتوازنة، الغنية بالعناصر المختلفة، مثل: البروتينات، والفيتامينات، والمعادن، وتجنب أو الحد من تناول العصيرات والمشروبات المحلاة، واستبدالها بالعصائر الطازجة والماء، إضافة إلى الحد من الوجبات السريعة، والامتناع عن تناول الطعام أمام التلفزيون أو الحاسب الآلي أو شاشة ألعاب الفيديو. وأضاف: كما تتضمن خطة العلاج جانب النشاط البدني، إذ يعتبر جزءاً مهماً للمحافظة على الوزن الطبيعي، خصوصا لدى الأطفال إذ يساعد على حرق السعرات الحرارية الزائدة، وله أهمية في تقوية العظام والعضلات، ويساعد الأطفال على النوم الجيد ليلاً والنشاط نهاراً، والمحافظة على إفراز الهرمونات الضرورية للنمو والصحة الجسدية، مع التأكيد على أن الحركة المنزلية لا تعد رياضة، بل يجب أن يكون هناك تمرين يومي منظم لا تقل مدته عن ساعة. وأضاف أن نمط الحياة غير الصحي عند الأطفال واليافعين من مسببات زيادة الوزن، ومن ذلك الاسترخاء وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، واللجوء إلى قضاء أغلب الوقت في المنزل وعدم الخروج منه بسبب وفرة وسائل الترفيه، وحرارة الطقس الذي لا يساعد على الخروج، بجانب قضاء ساعات عديدة أمام الأجهزة الإلكترونية، رغم توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بمنع الأطفال (دون سن العامين) من استخدام الأجهزة الإلكترونية أو الجلوس أمام الشاشات تماماً، وفي الفئة العمرية من عامين إلى خمسة أعوام يجب ألا تزيد مدة جلوس الأطفال أمام الشاشات أو الأجهزة الإلكترونية على ساعة واحدة في اليوم، مع وجود بالغين لمساعدتهم على فهم ما يشاهدونه، وفي المرحلة العمرية من ستة أعوام إلى 18 عاماً فيجب على الآباء وضع حد ووقت معيّن، بحيث لا يتجاوز ساعتين يومياً. وخلص البروفيسور الآغا إلى القول إن الأطفال الذين يعانون من السمنة يخضعون عادة للتقييم الذي يتضمن التاريخ العائلي للبدانة، حيث إن بدانة أحد الوالدين أو كليهما مؤشّر مهمّ، وبالتالي يتضمّن تاريخ الأسرة معلومات عن البدانة في الأقارب من الدرجة الأولى (الآباء، والأشقاء)، كما يتضمّن معلومات مضاعفات البدانة، مثل: أمراض القلب والشرايين، وارتفاع ضغط الدم، والسكّري من النوع الثاني، وتشحّم الكبد، والمرارة، وقصور الجهاز التنفسي، بجانب تاريخ بدء البدانة، والمعلومات حول نمط الحياة، سواء كان من العادات الغذائية أو ممارسة الرياضة للطفل، كما يتضمن التقييم الفحص السريري من خلال حساب مؤشّر كتلة الجسم، ومعرفة هل الوزن طبيعي أم زائد، وقياس محيط الخصر، والتأكد من وجود سمات المتلازمات الوراثيّة المرتبطة بالبدانة أم لا، إضافة إلى بعض الفحوصات التحليلية التي يقرها الطبيب.