لعبت رؤية 2030 دورًا في معالجة ترهل التجنيد العسكري للمرأة السعودية في سنوات سابقة، وخلعت بيروقراطية تمكين المرأة في القطاعات العسكرية، وكان شهر مارس من عام 2018 بداية جديدة لتمكين السعوديات في التوظيف العسكري في منظومة الوزارات العسكرية الداخلية أو الدفاعية، وعلى الرغم من صدور القرار بالسماح للمرأة السعودية بالالتحاق بالعمل في السلك العسكري الصادر في مارس 2018، الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ المملكة، إلا أن حضورها كان موجوداً منذ 21 عامًا في نطاقات ضيقة بشكل غير مباشر، مثل المهمات التمريضية، والإدارية كالجوازات في المطارات، وإدارة سجون النساء، وبعض المنشآت، وبعدما أثبتت المرأة السعودية نجاحها وتميزها في مختلف المجالات والقطاعات، كان ذلك دافعاً لولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتمكينها وإعطائها المزيد من الفرص وفتح العديد من المجالات لها، فانخرطت في العمل برتب عسكرية في أجهزة الأمن العام مثل مكافحة المخدرات، وأقسام السجون، وأقسام النيابة العامة كالتحري والتحقيق، وكذلك عملهن في الجمارك الذي يحتاج إلى نقاط تفتيش نسائية، وكذلك العمل في الحراسات الأمنية في كثير من الأسواق والمستشفيات الحكومية والأهلية؛ للعمل في خدمة النساء والحد من الجرائم التي تكون أطرافها نساء، وأيضاً خوضهن في إدارة المرور بعد السماح بقيادة المرأة السيارة، حيث بات وجودها في القطاع ضرورياً. والتحق عدد من السعوديات بالقسم النسائي في المركز الوطني للعمليات الموحد منذ تدشينه عام 2017، كما شجعت إدارة الدفاع المدني المرأة السعودية على الالتحاق به، ويقتصر عملها حالياً على التفتيش والسلامة والكشف على المواقع والتجمعات النسائية سواء في مؤسسات تجارية أو غيرها، كما تجد المرأة السعودية دورها الفعّال في أجهزة الشرطة، حيث تباشر البلاغات التي ترد إليها. ولم يعرف المجتمع المرأة بالزي العسكري إلا في وظيفة «السجانات» التابعات للمديرية العامة للسجون، إذ تولت فيها المرأة المهمات العسكرية والمدنية على حد سواء داخل السجون النسائية، لهذا تدركُ المديرية العامة للسجون أهمية دور المرأة في تعزيز العمل الإصلاحي داخل السجون، لذلك أنشأت مركز تدريب وتطوير القدرات لتأهيل الكادر النسائي نظرياً وعملياً منذ عام 2019. حكاية الرؤية رفع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تعظيم فرص توظيف المرأة كجزء من «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة وإنهاء اعتمادها على النفط، فضلاً عن تمكين المرأة في كافة القطاعات الحكومية والأمنية لتكون شريكة في صناعة التحول الذي تشهده المملكة، انطلاقاً من رؤيتها 2030، التي تؤكد أن المرأة تعد عنصراً مهماً من عناصر قوتها، وستستمر في تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لها، لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية المجتمع والاقتصاد، بتوفير العوامل التي تساعد على تمكينها من إرادة سياسية وإمكانات اقتصادية ووعي مجتمعي بأهمية دور المرأة في التنمية. تخريج أول دفعة عندما ظهرت المرأة في زيها العسكري وإلقائها التحية العسكرية قوبل المشهد بفخر واعتزاز في جميع أوساط المجتمع السعودي، وأضحت المرأة تمارس عملها في المرافق العسكرية، حامية للوطن ومعززة هيبة الدولة لحماية المواطن. وكان شهر سبتمبر من عام 2021 شهد تخريج أول دفعة من مركز تدريب الكادر النسائي للقوات المسلحة بمختلف الرتب العسكرية ومثلت الخريجات القوات المسلحة السعودية في عدة قطاعات مثل القوات البرية الملكية السعودية، وقوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، والقوات الجوية الملكية السعودية، والقوات البحرية الملكية السعودية، وقوة الصواريخ الإستراتيجية الملكية السعودية، والإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة. ومن مهمات المركز توفير برامج ومناهج تدريبية متميزة وبيئة تعليمية مثالية وفقاً لمقاييس عالمية للجودة تلبي احتياجات القوات المسلحة من الكادر النسائي بهدف الوصول إلى أداء أفضل. تمكين غير مسبوق شهد يوم 15 جمادى الآخرة من عام 1440 افتتاح أول معهد تدريب نسوي للأمن العام، يندرج ضمن خطط الاستفادة من العنصر النسائي وشمل عمل المرأة السعودية قوة أمن المسجد الحرام وتم تكليفهن بالمتابعة الأمنية لكافة القضايا والملاحظات بشكل عام وللنساء بشكل خاص. وفتحت وزارة الدفاع أبوابها مرحبةً بانضمام المرأة السعودية في قطاعات القوات المسلحة، لتكون الخطوة الأولى من نوعها في المملكة برتب عسكرية وتجنيدها في الجيش السعودي في مرحلة تمكين غير مسبوقة في ظل المكاسب التاريخية التي حصلت عليها المرأة منذ تدشين الرؤية 2030. وفي موسم حج 2021 ظهرت الجندية عبير الراشد بأداء مميز ولغة إبداعية، إذ قدمت المؤتمر الصحفي لقيادات قوات أمن الحج، وبذلك باتت أول امرأة برتبة عسكرية سعودية تقدم هذا المؤتمر. تخريج 115 مجندة في بداية العام الحالي وتحديداً في نهاية الأسبوع الماضي رعى المدير العام للسجون المكلف اللواء ماجد بن بندر الدويش، حفل تخريج 115 مجندة بعد إتمامهن دورة الفرد الأساسي الثانية، وذلك في مركز تدريب وتطوير القدرات النسائية بالمديرية العامة للسجون. وقدمت المجندات عرضًا عسكريًا، اشتمل على الفرضيات والمهارات العسكرية المكتسبة خلال فترة التدريب. وأعرب اللواء الدويش عن اعتزازه بما تحقق من نتائج في التدريب الميداني والتعليم النظري الذي اشتمل على أحدث المناهج الأمنية، مهنئًا الخريجات وذويهن بهذه المناسبة. شروط الرجل والمرأة تشابهت الشروط المفروضة على الجنسين للوظائف العسكرية في وزارة الدفاع، مثل شرط الأصل والمنشأ وحسن السيرة والسلوك، وأن يكون الزوج سعودي الجنسية، وغيرها من الشروط التقليدية، إلا أنه من الاختلافات كان شرط العمر، إذ يبدأ التسجيل للرجال وفق نظام الكليات العسكرية من عمر 17 وحتى 22 سنة لحملة الثانوية العامة، في حين ترفع الشهادة الجامعية الحد الأعلى للعمر إلى 20 عدا الأطباء العسكريين 30 عاماً، في حين لا يحق للمرأة التسجيل إلا بعد بلوغها 21 سنة. أما وزارة الدفاع فتحدد الحد الأدنى للرجال عند 18 عاماً، وتؤخر النساء إلى حين بلوغهن 21 عاماً، دون تحديد لنهاية الفرص للجنسين والاكتفاء ب«لا يزيد عن الشرط الخاص بالوظيفة المطروحة». ولم تحدد القطاعات الرتب التي لا يحق للمرأة التوظيف عليها، إلا أن كل الفرص الوظيفية التي أتيحت لم تتجاوز رتبة الجندي. ولا يمكن قبول المرأة الحامل نظراً لتعارض إجراءات الكشف الطبي مع صحة الحمل، كما أنه لا يسمح للرجال ممن هم أدنى طولاً من 160 سم بالتسجيل، وأما الحد الأدنى لطول النساء فيتوقف عند 155 سم.