•• حين بدأت المرحلة المتوسطة حلَّقت أفكار مراهقة متوالية زاحمت تفكيري مثل النجوم المتراصة.. عشت وقتها مرحلة جمعت الإثارة والقلق، والشهية القرائية لقصص المغامرات البوليسية.. ولما عشت معها بخيالي وتفكيري لم تبخل عليَّ بالمتعة والتشويق فأحسست كأن «أدرينالين» يتدفق داخل جسدي.. ومن تلك القصص البطولية «عشعشت» أفكار أخرى داخلي مثل: «الرسم» و«التمثيل» ولعب كرة القدم.. مرحلة شكَّلت عقلي التائق للمطالعة والمعرفة. •• تابعت في تلك المرحلة التكوينية من حياتي «روايات الجيب» التي كانت تنتشر بين المراهقين وفتحت لهم القراءة لعالم الكتاب لاحقاً.. ولما ظهرت سلسلة «المغامرون الخمسة» للكاتب المصري محمود سالم عشت بكل جوارحي مع أبطالها وهم يحققون في قضايا سرقات واختطاف وحرائق.. سلسلة ركزت على حركة «البوب آرت» الكاسرة للنمط الكلاسيكي في تركيب الحدث.. أسلوب يجسَّد قوة الفرد الذهنية واستنتاجاته الواقعية. •• عقب تلك السن المتَّقدة لعُمُري بقليل، طالعت روايات مترجمة لكتَّاب عالميين؛ مثل: «الرمز المفقود» للمؤلف الأمريكي دان براون (Dan Brown).. وقرأت في رواية «ثم لم يبقَ منهم أحد» للكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستي (Agatha Christie) المعروفة ب «السيدة مالون» (Lady Mallowan) التي اشتهرت بكتابة أشهر القصص البوليسية.. ثم اتجهت لرواية «كلب آل باسكافريل» للطبيب الكاتب الأسكتلندي آثر كونان دويل (Arthur Conan Doyle). •• إذن؛ فإن من جرَّب «المطالعة» استشعر أهمية «المعرفة» الجديدة في جسده وعقله.. وهذا يكفي لأن يقهر «القلق» ويتغلب على مخاوفه.. ومن ضايقه «القلق» فلينطلق في أسوأ الظروف ويعزم على تقبل أسوأ النتائج.. فالمُظاهر بالقلق كشاهر سيف ينتظر مضرباً.. وحينئذ تتحرر طاقاته المكبوتة التي كان يشلها «القلق».. إنها واحدة من تجارب الزمان القائلة: «القلق يجلب الأذى وإزاحته يحتاج لحكمة وربما مجازفة».