أكد ل«عكاظ» استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، أهمية التهيئة النفسية لطلاب الابتدائية قبل العودة لمقاعد الدراسة الأسبوع القادم، وذلك بعد فترة مطولة في المنزل والدراسة عن بُعد التي دامت نحو العامين، ومعها قد تصبح العودة إلى المدارس أمراً ثقيلاً على غالبية الطلاب خصوصا صغار السن، مبينًا أن هناك العديد من الأمور الاجتماعية التي ستشهد تغيرًا جذريًا في حياة الطلاب مع العودة للمدارس. وقال «الحامد» إن أهم التغيرات التي ستحدث بالتأكيد عند الطلاب هي ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ حتى تأخذ الساعة البيولوجية في الدماغ البرمجة الجديدة، فالنوم المبكر مهم جدًا من الناحية الصحية والعلمية، إذ يوجد ثلاثة أنواع من الهرمونات تتأثر بالنوم المتأخر، وكذلك إذا كان الطفل نائماً تحت الضوء وهي هرمون النمو الذي يفرز من الغدة النخامية، هرمون الكورتوزول الذي يفرز من الغدة الكظرية، وهرمون الميلاتونين الذي يفرز من الغدة الصنوبرية. وأردف، أن هرمون النمو في الجسم يفرز في الليل أكثر منه في النهار، ويزيد إفرازه ساعات النوم، وتكون أكثر من ساعات اليقظة، وفي مرحلة النوم العميق أكثر من النوم الخفيف، ونقص إفراز ذلك الهرمون نتيجة نوم الطفل نهارا يؤثر سلبا على نموه، أما هرمون الكورتوزول في الجسم فيفرز من الغدة الكظرية قبيل صلاة الفجر في الساعة الثالثة أو الرابعة فجراً، ويبدأ عمل إفرازه ويزداد إلى الساعة الثامنة أو التاسعة صباحاً عندما يكون في قمة الإفراز وبعد ذلك يستمر إفراز الهرمون إلى نحو السادسة مساءً، حيث تبدأ نسبة هرمون الكورتوزول بالانخفاض في الجسم، فهذا من خلقة الله عز وجل بأن يبدأ عمله قبل صلاة الفجر، وخلال فترة النهار يكون في قمة عمله، وبعد صلاة العشاء يكون منخفضاً، لذلك الإنسان الذي يستيقظ مبكراً يكون في قمة أدائه العقلي والجسدي. وأضاف الحامد، أما الهرمون الثالث وهو هرمون الميلاتونين الذي يفرز من الغدة الصنوبرية، فهو يفرز في الليل وفي الظلام الدامس تماماً فقط، وليس في النهار أو في حالة وجود إضاءة أثناء النوم ولو كانت بسيطة حتى نسعد بنوم هادئ وجميل، وبالتالي إذا كنا في الليل مستيقظين أو تأخرنا في النوم، فإن إفراز هذا الهرمون سيكون ضعيفاً، لذلك فكثرة السهر واضطراب مواعيد النوم قد تؤدي للإصابة بالأرق الدائم مع التأثير على الحالة المزاجية والعرضة للإصابة بالتوتر والقلق والاكتئاب، وأي اختلال في إفراز الهرمونات الثلاثة يؤثر سلباً على الإنسان. ونصح استشاري الطب النفسي، طلاب المدارس بضرورة الحرص على وجبة الفطور الصباحي، لكونها تعد من الوجبات المهمة من الناحية الغذائية لأنها تأتي بعد مدة طويلة من آخر وجبة تم تناولها، حيث تساعد على زيادة النشاط والتحصيل العلمي لأنه يمد الجسم بالعناصر الذي يحتاجها، كما أن سوء التغذية يضعف الذاكرة ويحد من مستوى الذكاء ما يؤثر على التحصيل الدراسي؛ لذا يجب تعويد الطلبة على تناول الإفطار في المنزل قبل الذهاب إلى المدرسة، كما يفضل تنوع إعداد طعام الإفطار قدر الإمكان مع الحرص على الاحتفاظ بالقيمة الغذائية. ودعا الحامد جميع طلاب وطالبات الابتدائية في ختام حديثه، بضرورة تقنين استخدام التقنيات والأجهزة الإلكترونية، والنوم المبكر وعدم السهر والاستيقاظ المبكر، وتناول الأكل الصحي وتجنب الوجبات غير الصحية، وممارسة الرياضة للحفاظ على الوزن وتجنب حدوث السمنة التي تمهد للسكري النوع الثاني، بجانب الحرص على إدارة الوقت في الأمور المفيدة.