تهمل الكثير من الأسر أهمية النوم المبكر وخصوصا للأطفال، ومن خلال الحملات التوعوية التي نظمها قسم الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز، اكتشفنا عدم انتظام في أيقونة النوم عند أطفال المدارس، وتبين أن من أهم أسبابه قضاء فترات طويلة على الأجهزة الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي. يحتاج الإنسان متوسط الوقت للنوم من 7 – 8 ساعات أما الأطفال الصغار ما دون سن الدراسة يحتاجون إلى حدود 10 ساعات من النوم يومياً، والنوم مهم جداً لصحة الإنسان سواء كانت من الصحة العقلية أو الجسدية أو النفسية، والحقيقة التي يجهلها الكثيرون أنه يوجد ثلاثة أنواع من الهرمونات تتأثر بالنوم المتأخر وكذلك إذا كان الطفل نائماً تحت الضوء، هرمون النمو والذي يفرز من الغدة النخامية، هرمون الكورتوزول والذي يفرز من الغدة الكظرية، وهرمون الميلاتونين والذي يفرز من الغدة الصنوبرية. وخلق الله هرمون النمو ليكون إفرازه في الليل أكثر منه في النهار، ويزيد إفرازه ساعات النوم، وتكون أكثر من ساعات اليقظة، وفي مرحلة النوم العميق أكثر من النوم الخفيف، ونقص إفراز ذلك الهرمون نتيجة نوم الطفل نهارا يؤثر سلبا على نموه. ولو نظرنا إلى فسيولوجية إفراز هرمون الكورتوزول في الجسم لوجدنا أن الله جعل هذا الهرمون يفرز من الغدة الكظرية قبيل صلاة الفجر في الساعة الثالثة أو الرابعة فجراً يبدأ عمل إفرازه ويزداد إلى الساعة الثامنة أو التاسعة صباحاً عندما يكون في قمة الإفراز وبعد ذلك يستمر إفراز الهرمون إلى صلاة العشاء وبعد صلاة العشاء تكون نسبة هرمون الكورتوزول ضعيفة في الجسم، فهذا من خلقة الله عز وجل بأن يبدأ عمله قبل صلاة الفجر وخلال فترة النهار يكون في قمة عمله وبعد صلاة العشاء يكون منخفضاً، لذلك الإنسان الذي يستيقظ مبكراً يكون في قمة أدائه العقلي والجسدي. وأخيراً الهرمون الثالث وهو هرمون الميلاتونين الذي يفرز من الغدة الصنوبرية، ويفرز في الليل فالله عز وجل أوجد هذا الهرمون لإفرازه في الليل فقط وليس في النهار حتى نسعد بنوم هادئ وجميل، وبالتالي إذا كنا في الليل مستيقظين أو تأخرنا في النوم فإن إفراز هذا الهرمون سيكون ضعيفاً جداً لأن الله خلقه يفرز في الليل من أجل أن نسعد في النوم، فدائما الذين يسهرون يعانون نفسيا، وأي اختلال في إفراز الهرمونات الثلاثة يؤثر سلبا على الإنسان. [email protected]