للنوم دور مهم على صحة الطفل، سواء كان لسلامة نموه العقلي أو الجسدي أو النفسي، ويتعين على الطفل للاستفادة من النوم بالشكل الصحيح، ان يكون مبكراً وفي الظلام بدون أنوار مضاءة.. ويتجلى ذلك في ما أورده الله عز وجل في القرآن الكريم، بل ان الأبحاث والدراسات الحديثة، تبرهن يومًا بعد يوم على هذه الحقيقة، فيقول جل شأنه «وجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشا» فالله عز وجل اقتضى بحكمته أن يكون النهار هو وقت اليقظة والليل هو وقت الاسترخاء والخلود إلى النوم. ويحتاج الطفل لمتوسط ما بين 7 إلى 8 ساعات من النوم ومن دون سن الدراسة يحتاجون إلى حدود 10 ساعات من النوم يومياً.. وتتأثر ثلاثة أنواع من الهرمونات عند الاطفال بالنوم المتأخر أو حتى النوم في الإضاءة وهي: هرمون النمو والذي يفرز من الغدة النخامية، هرمون الكورتوزول والذي يفرز من الغدة الكظرية، هرمون الميلاتونين والذي يفرز من الغدة الصنوبرية. فهرمون النمو أراد الله أن يكون إفرازه خلال الليل أكثر من النهار وفي النوم العميق أكثر من النوم الخفيف وبالتالي إذا نام الطفل متأخراً أو نام في الصباح فالضوء يؤثر على إفراز هرمون النمو، وقلة إفرازه له أثر سلبي على نمو الطفل والدراسات العلمية أثبتت أن مستوى إفراز هرمون النمو يكون أقل بشكل كبير عند الأطفال الذين يتأخرون في النوم مما يؤثر على النمو الجسدي والذاكرة والنشاط الذهني والحيوية. وهرمون الكورتوزول يبدأ افرازه قبيل صلاة الفجر وخلال فترة النهار يكون في قمة افرازه وبعد صلاة العشاء يكون منخفضاً لذلك الطفل الذي يستيقظ مبكراً يكون في قمة أدائه العقلي والجسدي وخصوصاً بعد صلاة الفجر والحديث الشريف المتضمن (بارك الله لأمتي في بكورها) ومن فوائد الاستيقاظ المبكر أن يكون نسبة هرمون الكورتوزول «هرمون الحياة» عاليا فيشعر بالقوة والإنجاز والإبداع وبعد صلاة العشاء يكون إفراز هذا الهرمون ضعيفاً وبالتالي يشعر الانسان بالخمول والرغبة في النوم. أما هرمون الميلاتونين فيفرز من الغدة الصنوبرية ويكون إفرازه ليلا وليس نهاراً من أجل أن يسعد الجميع بنوم هادئ وجميل، وبالتالي إذا كان الطفل مستيقظا في الليل أو تأخر في النوم فإن إفراز هذا الهرمون سيكون ضعيفاً وبالتالي ينتج عن ذلك عدم الاستمتاع بالنوم. استشاري الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال