تتواصل مفاوضات فيينا لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني من الانهيار، في وقت حذرت مصادر أمريكية وأوروبية من استمرار النظام الإيراني في نشاطاته النووية، رغم إعلان مسؤول أمريكي كبير بأن المفاوضات حققت «بعض التقدم» في الأسابيع الأخيرة، إلا أنه اعتبر أن هذا الأمر ليس كافياً لتبرير محادثات مفتوحة دون تواريخ وآجال محددة. وقال في تصريح أوردته مجلة «فورين بوليسي»: بسبب الطبيعة السرية للمفاوضات، فإن الوتيرة التي تتقدم بها المحادثات لا تواكب وتيرة التقدم النووي الإيراني، محذراً من أنه إذا استمرت المحادثات خلال الأسابيع القادمة بالوتيرة المتباطئة الحالية، فقد يتعين على واشنطن إعادة النظر في أهمية الاتفاق النووي تماماً، واتخاذ قرار بشأن تصحيح المسار. وكانت واشنطن حذرت من أن الوقت ينفد، واعتبر المبعوث الأمريكي روبرت مالي، أن إطالة أمد تلك المحادثات قد يفقدها أهميتها، ويحول الاتفاق النووي إلى جثة ميتة. ولفتت المجلة إلى أن طهران بدأت منذ 4 أعوام العمل على رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلا أنه لا تزال هناك بعض العقبات التكنولوجية الحاسمة التي يجب عليها التغلب عليها أولاً للحصول على برنامج أسلحة نووية يعمل بكامل طاقته. إذ يفترض أن تطور السلطات الإيرانية ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب للاستخدام في صنع الأسلحة لتزويد قنبلة نووية واحدة أو أكثر، وبناء رأس نووي قادر على إيواء الوقود النووي الانشطاري. ونفذت إيران ما يمكن اعتباره انقلابا على بنود هذا الاتفاق منذ الانسحاب الأمريكي منه عام 2018، وواصلت تخصيب اليورانيوم بدرجات عالية، ومنعت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إعادة نصب كاميرات المراقبة في عدد من منشآتها، قبل أن تطلق الوكالة الذرية مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن.