الرجل مثل الطفل، والمرأة الذكية تستطيع أن تجتذب زوجها إليها بحنيتها وعاطفتها التي خصها بها المولى، وتستطيع فك شفراته إن أصبحت ملاذاً آمناً وبلسماً شافياً مؤثرة عليه، وتمده بطاقة إيجابية لمجابة بها العواصف المتتالية أمامه. المودة والرحمة بين الزوجين من نعم الله علينا، وذلك يجعل للمرأة دورا في تنمية هاتين الصفتين بما تنشره على حياة شريكها وعلى بيتها من حب واستقرار وسعادة وابتسامة واحتواء. وكلما واجه الرجل صعاب الحياة أو تقدما في العمر، فإنه يحتاج لكلمات رفيقة دربه الحانية، والتربيت على قلبه المتعب، فلا تكوني كاسرة لمجاديف حياته، استشعري إحساسه، وأشعريه بأنه الأهم في البيت، وتنازلي عن الكماليات، ولا تزيدي من عنائه وتفكيره، وبذلك ترفعين من درجتك عند الخالق سبحانه وتعالى. تعاملك الليِّن مع زوجك سيجعل منه ليناً محباً سهلاً، مسلماً لك مقاليد قلبه وحياته، فاحرصي على نعمة وجوده، وارفعي معنوياته، وافتخري به بين أهلك وصديقاتك، فهو يستحق وأنت تستحقين أن تكوني ملكة قلبه، أعينيه على اجتياز اختبارات الحياة المتعبة، كوني له السند وقت وقوعه، والقوة وقت ضعفه، ولا تشعريه بفضلك تجاه أي موقف يحتاجك فيه، فامتنانه لك سيكون على هيئة أفعال، فتكون العِشرة بينكما في أفضل حالاتها وأنتِ أساسها. ابني أواصر المحبة والقربى مع أهله لتنعمي براحل البال، وترفعي من رصيد محبة زوجك لك، ولا تقللي من أهله ومكانتهم، أو تكوني سبباً في منعه منهم، أو قفل باب تواصله وعطاء خيره عليهم، فهذا باب وراءه عواصف عاتية تكسر مكانتك بقلبه، وتزرع البغضاء في قلوب أولادك، فليس من الصواب أن يسمعوا ما لا يليق بأهل أبيهم، فهم امتداد لهم، والخوف أن يعامل أهلك بالمثل فتصيبك النار، وبذلك تكونين نموذجا للزوجة الصالحة. كوني أماً رائدة، فغداً ستكون ابنتك أماً رائعة مثلك، وابنك سيكون أباً رائعاً صنعته أماً مثالية، وبهذا تُبنى المجتمعات بأساسيات أسرية سليمة ونفسيات متوازنة للأبناء.. فأنتِ أيتها الأنثى عمود المجتمع. والجندي المجهول لنجاح الرجل الناجح والمتألق، يكون بنور من تعطيه من نورها، وتمنحه نبع العطاء لتحلو الحياة وتسود السكينة والود والرحمة كما أراد المولى عز وجل.