تطلّع عدد من المثقفين لعودة الأيام الثقافية الخليجية، المتزامنة مع زيارات القيادات الخليجية، وعقد القمم الدورية، وعبّر نخبة من المثقفين الخليجيين عن أسفهم لغياب الأمسيات الشعرية والندوات الثقافية والورش الثقافية ومعارض الفنون التشكيلية، ولوحات الخط العربي والتصوير الفوتوغرافي ومعرض الكتاب وعروض الفنون الشعبية، إثر انقطاعها منذ ما يزيد على عقد من الزمان، وعدّ رئيس تحرير مجلة العربي سابقاً الدكتور محمد الرميحي الثقافة قاطرة تنمية وقوة ناعمة للمجتمعات، مؤكداً أهمية إبراز الإرث الثقافي للمناطق والجهات في سائر المنظومة، واستحضار الأعمال الرائدة في اللقاءات الرسمية، كون المراقب الخارجي عربياً أو غربياً يرصد ويترقب ماذا لدينا من المنجزات والإبداع الفكري والفني والفلكلوري، ودعا الرميحي مسؤولي الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لإدراج الفعاليات الثقافية والفنية ضمن جدول القمم شأن الأمناء السابقين المهمومين بالثقافة باعتبارها وجهاً من وجوه التنمية. ويرى الإعلامي عبدالله أحمد الأفندي أن أبرز القطاعات المجتمعية تعافياً إثر انتهاء جائحة كورونا هي اللقاءات الرياضية، فيما ظلّت الفعاليات الثقافية أقل تعافياً من الرياضية، وقال: تنبع أهمية إعادة إحياء اللقاءات الثقافية الخليجية، والأيام الثقافية الخليجية، التي اختفت تماماً أو تراجعت بصورة كبيرة، مشيراً إلى ضرورة الدعم للبرامج الثقافية المصاحبة للمناسبات الخليجية والزيارات المتبادلة، ويؤكد أن زيارة ولي العهد لدول مجلس التعاون وما يصاحبها من مظاهر الحفاوة تستحق لفتة كريمة لإعادة إحياء وهج الثقافة مجدداً، لتكون داعماً ومؤيداً لجهود السياسيين وقادة الرأي في الخليج في ظل الأزمات المتوالية التي تعصف بالمنطقة والعالم هذه الأيام، وعدّ الأفندي التعافي الثقافي والفكري تجديدا لآمال وتطلعات الشعوب الخليجية في مستقبل ثقافي مشرق يحمل الأمل والطموح المشترك إلى آفاق أوسع وأرحب، ودعا وزراء الثقافية لأن يكونوا فاعلين ودافعين للعمل الثقافي الخليجي المشترك من خلال البيانات الختامية. وأكد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة علي بن خميس البيضاني أن حضور الثقافة والفنون في الاجتماعات الخليجية دليل أصالة وسمو إنسان المنطقة، وتصوير دقيق لانتمائه بالحرفة والصنعة والفن، وعدّها خطوة رائعة يتمناها ويتطلّع لها كل مثقف وفنان خليجي، وتساءل عن سر تغييب الفكر والثقافة والفنون برغم أنها تستطيع توسيع أفق التواصل مع الشعوب ونشر المحبة والسلام والتعايش السلمي وتعزز منطلقات الحوار الحضاري والانفتاح على الثقافات والحضارات المختلفة وترفد التقارب بأريحية وتمنح مساحة قبول كبيرة من أبناء وشعوب الخليج وغيرهم من العرب والشعوب الأخرى كون الثقافات والفنون جسور تواصل للخير والمحبة الصادقة برغم ما يشوبها أحياناً إلا أنها تتجدد وتتأكد بالتواصل الثقافي في كل المجالات الفنية والثقافية كون الثقافة والفنون تبث رسائل تلامس الأرواح والمشاعر، وتهذّب الوجدان والسلوك.