رفع رئيس روسيا الاتحادية فيلاديمير بوتين، الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على اهتمامه بتنظيم اجتماع مجموعة الرؤية الإستراتيجية «روسيا والعالم الإسلامي»، اليوم (الأربعاء) في جدة، والذي يعقد هذا العام تحت شعار «الحوار وآفاق التعاون». وألقى رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف، في الاجتماع كلمة الرئيس الروسي نيابة عنه، معبرا فيها عن سروره بعقد هذا الاجتماع وشكره للجميع على الحضور للمشاركة، وبمناسبة افتتاح الاجتماع الدوري الجديد الذي يقام على هذه الأرض «قبلة العالم الإسلامي». وقال: تولي روسيا أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الودية مع الدول الإسلامية سواء على الصعيد الثنائي أو الحوار مع منظمة التعاون الإسلامي، ومن المفيد أن مواقفنا بشأن العديد من القضايا الصعبة في جدول الأعمال الإقليمي والعالمي متقاربة للغاية؛ حيث يدعو جميعنا لبناء عالم ديمقراطي عادل قائم على سيادة القانون والتعايش السلمي بين الدول بعيداً عن أية إملاءات تستند إلى القوة وكافة أشكال التمييز. وأشار إلى أن جدول أعمال الاجتماع ثريّ ومكثّف ويناقش سبل التعاون في مجال تسوية النزاعات والصراعات الإقليمية ومخاطر الإرهاب والتطرف الدوليين، كما أن قضايا التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والعلمية والإنسانية تستحق اهتماماً جاداً، آملاً أن يكون هذا العمل المشترك بنّاءً ومثمراً وأن يساعد في تعزيز التعاون والثقة المتبادلة بين الدول متمنياً للجميع كل النجاح والتوفيق. بعدها ألقى رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف رئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية كلمة نوّه خلالها بما يوليه الرئيس بوتين من اهتمام كبير للتعاون مع البلدان الإسلامية، منذ عام 2005، حيث أصبحت روسيا عضواً في منظمة التعاون الإسلامي بصفة مراقب. وقال: احتفينا بذكرى 15 عاماً لتأسيس هذه العلاقة، ومنذ ذلك الوقت أصبح التعاون بين بلداننا يكتسب أهمية بالغة ويرتفع إلى مستويات أعلى، ويتبيّن الآن أن كل المحاولات لفرض نظام عالمي جديد قائم على قطب واحد قد فشلت، فالكثير من الدول تميل نحو الاستقلال وطرح مواقفها، وعلينا أن نستفيد من الفرص القادمة في علاقاتنا، وأن نزيد نشاطنا في مجال مكافحة الإرهاب وندافع عن القيم الأخلاقية التقليدية، ونحمي الذين يحتاجون إلى الرعاية بما فيها الأقليات القومية والدينية. وواصل: «علينا أن نكافح المخاطر الخاصة بتغير المناخ، وأن نقوم بتفعيل التعاون في كافة المجالات، وأن روسيا مستعدة لمساعدة الدول الأخرى، ونسعى أن تشكّل علاقات روسيا بالعالم الإسلامي قدوة لجميع بلدان العالم؛ وفي هذا الطريق تعود أهميته للمناطق الروسية ذات الأغلبية المسلمة من السكان، وإحدى هذه المناطق هي جمهورية تتارستان، وهي إحدى المناطق الأكثر تطوراً لروسيا الاتحادية ولها قدرات اقتصادية وثقافية ضخمة». وأضاف يعتبر النموذج التتارستاني للتعاون السلمي والمتجانس بين مختلف الديانات والأقوام نموذجاً لحل العديد من المشكلات وتنفيذ المهمات الخاصة بتنمية روسيا ككل، وإن جمهورية تتارستان في عام 922م اعتنق أجدادنا الإسلام في ذلك الوقت، وأصبح الإسلام منذ ذلك الوقت أحد الديانات الأساسية في روسيا، وحرصت دولتنا على إقامة علاقات مع العديد البلدان الإسلامية في المجالات الاقتصادية والثقافية، ونحن نتعاون كذلك مع منظمة التعاون الإسلامي، والبنك الإسلامية للتنمية؛ ونطور عملنا في مجال الصيرفة الإسلامية وكل سنة يعقد في مدينة كازان تشارك فيه مجموعة الرؤية مشاركة نشيطة، كما أصبحت كازان منذ فترة قصيرة مركزاً للشباب المسلمين في روسيا.